أكد الدكتور محمود العنانى، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن صناعة الدواجن فى مصر تشهد تحولًا نوعيًا مدفوعًا بزيادة الاستهلاك المحلى، وتوسع الاستثمارات، وسعى حثيث نحو التوسع فى التصدير.
أكد الدكتور محمود العنانى، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن صناعة الدواجن فى مصر تشهد تحولًا نوعيًا مدفوعًا بزيادة الاستهلاك المحلى، وتوسع الاستثمارات، وسعى حثيث نحو التوسع فى التصدير.
وأضاف العنانى، خلال حواره لـ«المصرى اليوم»، أن ملامح المرحلة القادمة فى القطاع تتضمن استهداف الوصول إلى إنتاج سنوى يبلغ ٢ مليار دجاجة، وصولًا إلى فتح الأسواق الخارجية وعلى رأسها السوق السعودى، والمنتظر أن يستقبل الدواجن المجمدة المصرية قريبًا بجهود حكومية مشتركة.
وتابع العنانى أن الاستهلاك المحلى للدواجن ارتفع إلى ١٥ كيلوجرامًا للفرد سنويًا، مدفوعًا بأنماط غذائية جديدة يقودها الشباب وقطاع المطاعم، ما عزز مكانة الدواجن على حساب اللحوم الحمراء، كما يشير إلى أن استثمارات القطاع تجاوزت حاجز الـ٢٠٠ مليار جنيه، لكنها تواجه تحديات فى ظل ارتفاع تكلفة إنشاء المزارع الحديثة، التى تصل فى بعض الحالات إلى ١٥٠ مليون جنيه.. وإلى نص الحوار:
■ بصفتكم الممثل لمنتجى الدواجن.. كيف ترى وضع صناعة الدواجن فى مصر حاليًا؟
- صناعة الدواجن تمر بمرحلة نمو قوية جدًا، مدعومة بزيادة الاستهلاك المحلى، وتوسع حجم الإنتاج الذى اقترب من ١.٥ مليار دجاجة سنويًا، ونطمح للوصول إلى مليارى دجاجة خلال السنوات المقبلة، فى حين وصل إنتاج البيض إلى ١٦ مليار بيضة، بزيادة ١.٦ مليار بيضة عن الفترات السابقة، أى ما يعادل نموًا بنسبة ١٦٪، والسوق المصرى يشهد نموًا ملحوظًا فى الطلب، خاصة من فئة الشباب والمطاعم، كما أن الأنماط الغذائية تغيرت، والدجاج أصبح مصدر البروتين الأساسى لقطاعات واسعة من المصريين.
■ ما السبب وراء زيادة استهلاك الفرد من الدواجن؟
- هناك عدة أسباب لزيادة استهلاك الدواجن، منها: التغير فى العادات الغذائية، حيث أصبح الدجاج مكونًا رئيسيًا فى وجبات الشباب والأسر، وكذلك الانتشار الكبير لسلاسل المطاعم والوجبات السريعة التى تعتمد على منتجات الدواجن، بالإضافة لتنوع منتجات التصنيع الغذائى مثل الناجتس والهوت دوج والدجاج المقرمش، وكلها أصبحت مطلوبة بكثافة، وخاصة فى المدن.
■ كم يبلغ حجم استهلاك الفرد من الدواجن سنويًا؟
- حاليًا وصل معدل استهلاك الفرد ١٥ كجم سنويًا، ونتوقع أن يصل لـ١٦ كجم قريبًا، وهذه الزيادة تضغط على الصناعة لكنها فرصة ذهبية للنمو.
■ وكم تبلغ حجم الاستثمارات فى هذا القطاع؟
- حجم الاستثمارات حاليًا يتجاوز ٢٠٠ مليار جنيه، وتتوزع هذه الاستثمارات على مزارع الإنتاج، محطات التفريخ، مصانع الأعلاف، المجازر الآلية، والمبردات، وما يلفت الانتباه أن تكلفة إنشاء مزرعة حديثة لم يكن يتعدى ٣٠ مليون جنيه، لكنها اليوم قد تصل ١٥٠ مليون جنيه، نتيجة ارتفاع أسعار المعدات، وتكاليف الإنشاء، ومتطلبات الأمن الحيوى.
■ ما الذى يميز هذه الصناعة اجتماعيًا؟ ولماذا توصف بأنها صديقة للفقراء؟
- هذه الصناعة فرصة حقيقية للمستثمر الصغير والمتوسط، ويمكن البدء فيها بمزرعة صغيرة أو عنبر واحد فقط، وهى أيضًا مصدر دخل فى المناطق الريفية، وتساهم فى منع الهجرة إلى المدن، وتخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة. لذلك، الاتحاد الأوروبى نفسه يفرض عليها رسومًا جمركية للحماية، ويعتبرها من صناعات التنمية الريفية.
■ وماذا عن فرص التصدير؟
- ملف التصدير يمثل أولوية كبرى للاتحاد حاليًا، حيث نصدر بين ٥ و٧٪ من الإنتاج، تشمل كتاكيت، بيض مبستر، منتجات معالجة. والسوق السعودى تحديدًا مغلق أمام الدجاج المجمد المصرى، ولكن هناك جهود مشتركة مع وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية السعودية لفتحه، وقد ننجح خلال شهور قليلة، وإذا تم فتح السوق السعودى أمام الدجاج المجمد المصرى، يمكن أن تزيد صادراتنا بنسبة ٢٠٪ على الفور، خصوصًا أن السعودية سوق ضخم ويستهلك كميات هائلة من الدواجن سنويًا.
وذلك عقب اعتماد مصر من الدول التى تعتمد المنشآت الداجنة المعزولة طبقًا لضوابط ومعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وبالتالى يمكن تصدير ما يزيد عن احتياجات السوق المحلى لجميع الدول.
■ ما مدى سيطرة الشركات الكبرى على السوق؟
- تنتج الشركات الكبرى والمتوسطة أكثر من ٨٠٪ من الإنتاج المحلى، خاصة فى ظل قدرتها على إدارة دورات ضخمة تصل إلى مئات الآلاف من الكتاكيت. فى المقابل، هناك آلاف من صغار المربين، لكن إنتاجهم منخفض، وغالبًا ما يواجهون صعوبات تتعلق بالتجهيز، والإدارة، والأمن الحيوى.
■ ماذا يفعل الاتحاد لدعم صغار منتجى الدواجن؟
- ندعم صغار منتجى الدواجن من خلال ثلاثة محاور: التمويل: أبرمنا اتفاقا مع البنك الزراعى لتوفير قروض ميسرة بفائدة ٥٪ للمزارع الصغيرة، والتدريب: حيث نُعد حاليًا برامج تدريب مبسطة لصغار المربين، تركز على الوقاية من الأمراض والإدارة الفعالة، وبخصوص البيانات: نعمل على قاعدة بيانات رقمية تتيح لنا التنبؤ بحجم الإنتاج والطلب، ما يساعد السوق على تجنب الاختناقات والمضاربات.
■ كيف يتم توفير الإشراف البيطرى لمزارع الدواجن بالتعاون مع الجهات المعنية؟
- يتم توفير الإشراف البيطرى لمزارع الدواجن لتحسين الممارسات البيطرية وتقديم الدعم الفنى للمربين لمواجهة الأمراض وزيادة الإنتاجية، وتقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بعمل المسحات والفحوصات البيطرية المستمرة على القطعان لمتابعة الحالة الصحية ومواجهة أى مشكلات، إضافة إلى توفير الأمصال واللقاحات البيطرية، بما يفى بحاجة السوق.
■ كيف ترى جودة الأعلاف ومطابقتها للمواصفات القياسية؟
- الاهتمام بتوفير الأعلاف وتحسين جودتها، حيث شهدت الأعلاف تطورًا ملحوظًا لتوفير أعلاف متوازنة طبقًا للمواصفات القياسية، والتى تحسن من معدلات أداء القطعان وتقلل من تكاليف الإنتاج، حيث شهدت أسعار الأعلاف تراجعًا نسبيًا آخر تسعة أشهر، وهو ما فتح المجال أمام استثمارات جديدة شجعت على تطوير صناعة الدواجن، خاصة فى ظل الاهتمام الحكومى الكبير بهذا القطاع الحيوى.
■ لماذا لا ينشر الاتحاد أسعارًا رسمية للدواجن فى السوق؟
- لا ننشر أسعار الدواجن بسبب قانون حماية المنافسة، حيث لا يجوز للاتحاد أو أى جهة نشر أسعار استرشادية، لأن ذلك يُعد تواطؤًا على التسعير، وتُحدد الأسعار يوميًا من خلال آلية العرض والطلب، وهو ما يجعل السوق متذبذبًا أحيانًا، خصوصًا للمستهلكين غير المتابعين لحركة السوق.
■ أين دور بورصة الدواجن فى بنها؟ ولماذا توقفت عن أداء وظيفتها؟
- للأسف، تحولت البورصة إلى مركز لتحصيل الرسوم فقط خلال الفترة الماضية، وفقدت دورها فى تنظيم الأسعار، لكننا نمتلك الأصل كاتحاد، ونخطط لإعادة إحيائها لتصبح منصة منظمة لعرض الأسعار، والتقليل من العشوائية التى تضر بالمنتج والمستهلك معًا.
■ صدرت مؤخرًا تصريحات مثيرة من نائب رئيس الاتحاد حول وجود أوبئة فى السوق المحلى.. ما تعليقكم؟
- تلك التصريحات كانت غير دقيقة، وحدثت بلبلة بسبب تلك التصريحات مؤخرًا، والمعلومات الحقيقية أن مصر خالية من الأوبئة حسب بيانات وزارة الزراعة ومجلس الوزراء، وبعض المشاكل تحدث غالبًا فى المزارع المكشوفة أو المجهزة بشكل سيئ، وهى حالات فردية، وقد استقال صاحب التصريح من منصبه كمتحدث رسمى للاتحاد، ونعمل حاليًا على إصلاح الضرر الذى لحق بصورة الصناعة.
■ كيف ترى مستقبل صناعة الثروة الداجنة؟
- مستقبل صناعة الدواجن واعد جدًا، ولدينا كل المقومات: سوق محلى ضخم، نمو سكانى، بنية تحتية متطورة، وشهية استثمارية قوية، وما نحتاجه هو الاستمرار فى التنظيم، ودعم صغار المربين، والتوسع فى التصدير، حيث توفر الدولة أيضًا كافة أوجه الدعم سواء الفنى أو اللوجيستى أو المالى لتطوير مزارع الدواجن وتحويلها من النظام المفتوح إلى نظام التربية المغلق مما يترتب عليه زيادة فى الإنتاجية والاستثمارات وتحسين العائد الاقتصادى، وإذا استمرت الدولة فى دعم الصناعة كما تفعل حاليًا، سنرى تحولًا نوعيًا فى السنوات القليلة المقبلة.