قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، إن مجلس نقابة المهن الزراعية قام بتشكيل 3 لجان فنية لإصدار تقرير الزراعة المستدامة في ضوء خطة مصر 2030، والانتهاء من إصدار تقريرها قريبًا لعرضه على الحكومة متضمنا أهم التوصيات المتعلقة بالتنمية الزراعية في ضوء تجارب مصر السابقة وما توصلت إليه دول العالم من تطور كبير.
وأضاف خليفة، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العلمي الثاني للزراعيين تحت عنوان «المشروعات القومية في إطار خطة مصر للتنمية المستدامة»، بمشاركة الدكتور عادل البلتاجي وأيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة السابق واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، لا يمكن التقدم الزراعي بدون بحث علمي، مشيرا إلى أن مصر قادرة علي إتاحة الفرصة للبحث العلمي الزراعي لأداء دوره لو تم الاهتمام والربط بين مركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة.
أشار نقيب الزراعيين إلى أن مجلس إدارة نقابة المهن الزراعية سيطلب لقاء الرئيس السيسي لعرض جوانب تطوير المهن الزراعية ومقترحات علماء الزراعة المصرية لتطوير هذا القطاع الحيوي، لأننا نعمل معا لننجح معا ونختلف لكي نكتمل لكي نكون عونا للرئيس في تطوير الدولة المصرية.
وشدد "خليفة"، على أن التصنيع الزراعي هو التحدي الرئيسي أمام مصر، وإنه لابد من إقامة مناطق صناعية زراعية علي مساحة مصر الزراعية البالغة 8 ملايين فدان، بينما لا يوجد تخطيط صناعي زراعي لتغطية المساحة المنزرعة بمختلف الزراعات التي تخدم التصنيع الزراعي، رغم أننا نأمل اختيار منطقة النوبارية كأحد المناطق المناسبة لإقامة منطقة للتصنيع الزراعي تكون عاصمة للتصنيع الزراعي في مصر ولم يتم تحقيق هذا الهدف.
وأوضح نقيب الزراعيين أن الصادرات الزراعية لا تتناسب مع الإنتاج الكلي لمساحة الأراضي الزراعية ولا يتناسب مع أعداد المزارعين وتفتقد منظومة التصدير لوجود منافذ التصدير ووسائل التبريد والتجفيف والتعبئة القادرة علي تصدير الخضروات والفاكهة ونباتات الزينة رغم أن مصر لديها فرصة كبري لتحسين هذه المنظومة للوصول إلي مناطق الطلب علي المنتجات الزراعية المصرية.
وكشف الدكتور سيد خليفة عن خطة النقابة لتدريب وتأهيل 10 ألاف مهندس زراعي وفني لتوفير الكوادر الفنية والوطنية المطلوبة للمشروع القومي للصوب الزراعية، من خلال إنشاء مركز تدريب الزراعات الحديثة شاملة نظم الري الحديث زراعة الصحراء بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء للتأهيل لهذه الزراعات.، مشيرًا إلى البدء في إنشاء مزرعة للنخيل لإنتاج التمور الفاخرة لأصناف المجدول والبارحي بالتعاون مع محافظ الوادي الجديد تنفيذا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنشاء أكبر مزرعة لإنتاج تمور التصدير.
وأضاف الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة الأسبق، أن هذه التحديات تفرض علي مصر التوجه نحو الزراعة "الذكية" الحديثة سريعا من خلال تعظيم دور تكنولوجيا المعلومات والاعتماد علي التحكم الآلي الكامل في استخدام المياه ومستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة بصفة منتظمة والترابط بين مختلف العلوم لتحقيق هذه الأهداف.
وأشار وزير الزراعة الأسبق إلي أهمية الاستثمار في الموارد البشرية لأنه يحقق أعلي قيمة وأعلي عائد في القطاع الزراعي من خلال زيادة الإنتاجية الرأسية وتقليل استهلاك المياه من خلال التكثيف المعرفي الذي لا يأتي من فراغ ولكنه يأتي من خلال تأسيس كوادر تحقق هذه الأهداف وتطوير القطاع الزراعي، وتغيير كل ما يتم دراسته في التعليم الزراعي والمدارس الزراعية، والإسراع بخطة تطوير الري الحقلي في الأراضي القديمة والجديدة في ظل محدودية الموارد المائية المصرية.
ومن جانبه قال اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد أن المحافظة قدمت العديد من التسهيلات لاستصلاح الأراضي من خلال منظومة الشباك الواحد وهو ما أسفر عن زيادة الطلب على الاستثمار بالمحافظة لأكثر من 120 ألف فدان حتى الآن، مشيرا إلى أنه يتم أيضا تقديم تسهيلات لزراعة الأصناف الفاخرة من النخيل وإقامة أكبر مصنع لتعبئة التمور في مصر بتكلفة استثمارية تصل إلي 150 مليون جنية لزيادة القيمة المضافة من إنتاج التمور بالإضافة إلى الاستفادة من مخلفات النخيل.
وأضاف الزملوط إنه تم تخصيص مساحات للتوسع في زراعة النخيل الفاخر وتخصيص مساحات مجانية لأغراض التصنيع الزراعي في كل منطقة يتم الاستثمار فيها لزراعة النخيل، فضلا عن الإعداد لإنشاء أول بورصة تمور في مصر بتعليمات رئاسية لتعظيم الاستفادة من مشروعات إنتاج التمور وتحقيق أعلي عائد من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.