يوفر 11 مليار جنيه سنويا.. «سانت كاترين» فى انتظار محطة إنتاج تقاوى البنجر

يوفر 11 مليار جنيه سنويا.. «سانت كاترين» فى انتظار محطة إنتاج تقاوى البنجر


 أثار توقف التوسع فى محطة إنتاج تقاوى بنجر السكر بسانت كاترين جدلا واسعا، بعد أن كان مخططا لها عام 2005 لتحقيق الاكتفاء الذاتى من التقاوى التى يتم استيرادها بالكامل بما يقارب 11 مليار جنيه، وهى تجربة فريدة نظراً لأنها المدينة الوحيدة على مستوى الجمهورية التى تصلح لتربية وإنتاج هذه التقاوي.


فى البداية أكد المهندس سمير النجار ــ وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء ــ أن مشروع إنتاج بذور تقاوى بنجر السكر أحد أبرز مشروعات الاكتفاء الذاتى للحد من الاستيراد الذى يقدر له قرابة 11 مليار جنيه ومن ثم التوسع فى زراعة البنجر وإنتاج السكر وتوفير مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مشيرا الى أن المشروع يتوافق مع اتجاه الدولة فى تغطية الفجوة بالسوق المحلية والتى تصل إلى مليون طن سكر سنويا يتم استيرادها من الخارج .


وأشار وكيل الوزارة إلى أن زراعة بنجر السكر تعتمد بشكل كامل على استيراد التقاوى من الخارج مما يشكل عبئاً اقتصادياً على الدولة بالإضافة إلى خطورة استمرار الاستيراد حيث إنه إذا حدث لسبب أو لآخر وقامت بعض الشركات من الخارج بإيقاف تصدير تقاوى البنجر إلى مصر قد ينتج عن ذلك توقف زراعة المحصول تماماً وإغلاق عدد كبير من المصانع المنتجة للسكر، ومن هذا المنطلق قام المتخصصون بمعهد بحوث المحاصيل السكرية التابع لوزارة الزراعة فى مجال تربية وإنتاج تقاوى بنجر السكر بمحاولات بدأت عام 2005 ومازالت مستمرة لعامها الرابع عشر على التوالي، لكنها تتم على استحياء وبمساحات محدودة لم تتجاوز ربع فدان تمثلت فى إحداث عملية تخزين جذور البنجر فى غرف تبريد على درجة حرارة تصل إلى اقل من 6 درجات مئوية ونسبة رطوبة 95 %  لمدة تصل من 4 إلى 5 أشهر ثم يتم استخراجها لتعاد زراعتها فى بعض مناطق الساحل الشمالى لدفعها للتزهير وإنتاج البذور وقد شكل هذا العمل مخاطر كثيرة منها فقد عدد كبير من الجذور فى غرف التبريد نتيجة للإصابة بأمراض مختلفة إلى أن تم الاتجاه إلى تجربة إنتاج البذور تحت الظروف الطبيعية فى مدينة سانت كاترين حيث إنها المدينة الوحيدة على مستوى الجمهورية التى تتوافر فيها الظروف البيئية التى يحتاجها نبات بنجر السكر للتزهير وإنتاج البذور.


ففى عام 2005 بدأت التجربة فعليا حيث تم البدء فى زراعة قطعتين من الأراضى ببذور بعض السلالات المصرية، ومن خلال فريق عمل متخصص قام برعايتها تمكن فى العام التالى ولأول مرة من جمع بذور السلالات وفى عام 2009 تم التوسع فى زراعة 8 مناطق مختلفة تقع جميعها فى نطاق مدينة سانت كاترين والوديان والتجمعات البدوية التابعة لها، وتم جمع البذور فى شهر يونيو من العام نفسه وبزراعة البذور المنتجة من 3 سلالات برأس سدر استطاعت أن تنتج محصولا من الجذور والسكر يتفوق على إنتاجية بعض أصناف بنجر السكر المستوردة، كما انه تم زراعة تلك التقاوى بمحافظات كفر الشيخ وبنى سويف والعامرية واستمرت وتم الحصاد وأثبتت إنتاجية كبرى حتى عام 2013، وقد كان من المخطط التوسع فى زراعة مساحات أكبر بمدينة سانت كاترين وذلك أملاً فى الوصول إلى 2000 فدان تقاوى لتغطية احتياجات زراعة البنجر فى مصر والتى تصل إلى 1500 طن بذورا تستورد من الخارج حيث إن تكلفة استيراد الطن من البذور تصل إلى 7500 يورو فى حين أن إنتاج طن البذور فى مصر لا يتعدى 2500 يورو ، لافتا إلى أننا لا نعرف اسباب توقف التوسع فى المشروع.


من جانبه أكد خالد سلامة رئيس مدينة سانت كاترين اهتمام اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بالتوسع فى إنتاج وتربية بذور تقاوى بنجر السكر فى المدينة باعتباره من المشروعات القومية حيث قامت المدينة بالتعاون مع إدارة التخطيط العمرانى بالمحافظة برفع مساحة 8500 متر مربع بمنطقة الزيتونة لإقامة أول محطة على مستوى الجمهورية لإنتاج تقاوى بنجر السكر على ارض سانت كاترين وذلك تمهيدًا لاستصدار قرار التخصيص من مجلس الوزراء لإنشاء المحطة ونحن فى انتظار صدور القرار ،وأرجع السبب فى عدم التوسع فى إقامة المحطة لقلة التمويل رغم أن تكلفتها لا تزيد على 5 ملايين جنيه الا ان الدولة خصصت لها 500 الف جنيه فقط وهى لا تكفى لإقامة المحطة.