المشروع القومي للاستزراع السمكي

Idea Icon

الملخص المفيد

المشروع القومي للاستزراع السمكي

المشروع القومي للاستزراع السمكي

تولي الدولة المصرية على مدار 10 سنوات اهتماما كبيرا بمشروعات الاستزراع السمكى، لما لها من مردود إيجابى فى توفير الغذاء الملائم للمصريين من ثروة سمكية وتحقيق الاكتفاء الذاتى، فشرعت فى تدشينه وتشجيعه ليكون مصدرًا لمضاعفة الإنتاج السمكى ذات الجودة العالية فى مصر، وفرصةً لتوفير فرص العمل ما يحد من البطالة، وإمكانية للتصدير للخارج، خاصة لأن مصر تمتلك أكثر من 10 بحيرات عملاقة تساهم في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من  الثروة السمكية  بجودة عالية، بما يساهم في الحد من الاستيراد وزيادة التصدير، حيث تستهدف مصر تصدير 2.3 مليون طن من الأسماك، هي الآن تحتل مكانة كبيرة في العالم في مجال الاستزراع السمكي حيث أن مصر الأولى إفريقيا ودول حوض البحر المتوسط بطاقة إنتاجية من الأسماك بأكثر من 2 مليون طن، يعد المشروع القومي للاستزراع السمكي من المشروعات القومية الهامة من أجل زيادة الفرد من الثروة السمكية.

وواصلت الحكومة المصرية تنفيذ العديد من مشروعات الاستزراع السمكى، بجانب تطوير البحيرات وإزالة التعديات عليها وتطهير وحماية المسطحات المائية بشكل عام، لتتغلب على الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك للأسماك، بما يؤثر إيجابيا على دعم الاقتصاد المصرى من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب، والحد من الهجرة غير الشرعية، ونجحت جهود الدولة في هذا المجال، واستطاعت خلال وقت قصير أن تحقق نجاحاً ملحوظاً، جعل مصر تحتل المرتبة الأولى أفريقيا والسادسة عالميا في استثمارات قطاع الاستزراع والإنتاج السمكي، الأمر الذي أضاف إلى الاقتصاد المصري رافدا جديدا ومستحدثا، قائما على الاستثمار في الثروة السمكية، والصناعات المرتبطة بها.

وخلال الـــ 9 سنوات الماضية، افتتحت مصر العديد من مشروعات الاستزراع السمكي، أبرزها المشروعات التالية:

  • مشروع الفيروز للإنتاج السمكي ببورسعيد
  • مشروع الاستزراع السمكي التابع للهيئة العامة لقناة السويس.
  • مشروع بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ.
  • تطوير البحيرات مثل بحيرة قارون وبحيرة المنزلة والبرلس.

مشروعات الاستزراع السمكي والإستفادة من الثروات المهدرة

رؤية 2030

إن اهتمام مصر بقطاع الاستزراع السمكي والتوسع في زيادة مزارعها الحكومية والخاصة ليس لمواجهة تزايد الطلب المحلي المتنامي بسبب الزيادة السكانية المتضخمة في مصر وحسب، وإنما جاء أيضا تطبيقا لرؤية مصر 2030 مع اهتمام واضح من القيادة السياسية بملف الاستزراع السمكي واستثماراته، وهو الأمر الذي انعكس تصاعديا بالأرقام.

 فقد وصل إنتاج مصر من الأسماك إلى مليوني طن بعد أن كان مليونا و400 ألف طن خلال عام 2014، وذلك من خلال العديد من المشروعات القومية والمزارع السمكية، بحسب ما ذكره موقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، وبحسب التصريحات الرسمية للدكتور صلاح مصيلحي رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن الاستزراع السمكي في المياه البحرية بدأ عام 2015 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك للاستفادة من موقع مصر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وخليجي العقبة والسويس، فضلا عن قناة السويس.

مشروعات عملاقة حققت الطفرة

خلال سنوات قليلة وعبر استثمار الدولة في مشروعات الاستزراع السمكي، احتلت مصر المركز الأول أفريقيًا في إنتاج الأسماك والسادس عالميا في الاستزراع السمكي، والمركز الثالث عالميا في إنتاج أسماك البلطي، وجاءت هذه الإنجازات كجزء من رؤية مصر 2030 لتنمية الثروة السمكية، حيث مصر حققت تطورا ملحوظا في مشروعات الاستزراع السمكي خاصة الحكومية منها في مزارع غليون وقناة السويس والفيروز، وأشار إلى أنها تنتج كميات ضخمة من الأسماك على أعلى جودة نظرا لاستخدامها كافة الأساليب التكنولوجية الحديثة والصحية في التربية.

أن التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي والتي يشكل إنتاجها نحو 75 في المائة من إجمالي إنتاج الأسماك في مصر لوصول حجم الإنتاج إلى مليوني طن خلال 2019، وارتفاعه إلى 2.3 مليون طن خلال 2020، خاصة بعد اكتمال التنفيذ للمزارع السمكية الجديدة والمنفذة بعدد من محافظات الجمهورية كمحافظة السويس وكفر الشيخ وسيناء والبحر الأحمر بجانب المشاريع التي تم تنفيذها في قناة السويس وبورسعيد بالإضافة إلى مشروع بركة غليون، كان له أثر كبير في الطفرة التي حدثت في قطاع الاستزراع السمكي، والتي بدورها انعكست على السوق المحلية وقاربت إلى مستوى حد الاكتفاء الذاتي من الأسماك.

من المشاريع التي تراهن عليها مصر

أولا : مشروع الفيروز للاستزراع السمكي

يعتبر مشروع الفيروز في شرق بورسعيد ، الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2021، الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ليضيف إنجازا جديدا لسلسلة الإنجازات التنموية العملاقة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يساهم المشروع العملاق  بقيمة مضافة ضخمة في تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وذلك بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، حيث يوفر المشروع 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال، كما يهدف لتقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاستيراد، ويزيد من فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني.

أقامت الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية التابعة للقوات المسلحة بالتعاون مع هيئة قناة السويس، المشروع العملاق؛ الذي يساهم في إضافة قيمة أخرى في تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وذلك بإنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها، حيث يقام المشروع على مساحة 26 ألف فدان تقريباً بمواجهة 17.5 كلم بمحاذاة ساحل البحر المتوسط وعمق 10 كلم شرق بورسعيد، ويضم بحيرة جديدة إلى رقعة البحيرات الداخلية، وهي بحيرات الفيروز للصيد، وذلك بمساحة 9762 فداناً.

بالإضافة إلى أن المشروع يضم أحواضاً للصيد سميت بأحواض الفيروز، فضلاً عن منطقة الديبة وأسطولاً للصيد البحري يعمل داخل وخارج المياه الإقليمية، ويبلغ عدد أحواض الاستزراع السمكي 5908 ويصل حجم الحوض إلى 1.75 فدان بإجمالي مساحة 15586 ألف فداناً، وتم تدشين أحواض السفن وتبلغ مساحة الحوض الواحد 120 مترًا في عرض 80 مترًا ويسع 6 سفن صيد أطوال حتى 30 متراً، وبسبب مشروع الفيروز الأضخم في الشرق الأوسط؛ تم إضافة تقنيات حديثة للاستزراع السمكي في مصر لأول مرة، ومنها الاستزراع بالأقفاص السمكية والارتقاء بمستوى التصنيع السمكي في جميع المجالات، وذلك بهدف زيادة نصيب الفرد من الأسماك ومحاولة سد الفجوة الغذائية وتقليل الاستيراد.

أقيم المشروع ، على مساحة 26 ألف فدان، بعمق 17 كم بمحاذاة ساحل البحر وعمق 10 كم شرق بورسعيد، ويتكون من مزارع سمكية بإجمالي 5908 أحواض للاستزراع السمكي، مساحة الحوض 1.75 فدان، بطاقة إنتاجية أكثر من 13 ألف طن سنويا أسماك وجمبري. وعلى مساحة 10 آلاف فدان تمت إقامة بحيرات الفيروز للصيد البحري، بحيرة الفيروز الغربية على مساحة 5772 فدانا، وأحواض ترسيب على مساحة 3565 فدانا، وحوض للسفن بطول 120م وعرض 80م يسع لعدد 6 سفن صيد أطوال حتى 30م، كما تم إنشاء منطقة لوجستية لخدمة الأقفاص السمكية الموجودة في البحر المتوسط وتتكون من ساحة لغسيل الشباك ومخازن العلف بطاقة 100 طن وثلاجات تخزين بطاقة 50 طنا، ومنطقة إدارية وصناعية وتتكون من مبنى الإدارة وسكن إداري ومناطق خدمية، بالإضافة إلى صالة للفرز والتعبئة بطاقة إنتاجية 8 أطنان أسماك وجمبري يوميا، إضافة إلى مصنع للثلج بطاقة إنتاجية 40 طنا يوميا و6 مخازن علف بطاقة تخزينية 6000 طن أعلاف، كما تم إنشاء معامل بحثية للحفاظ على الأمان الحيوي للمزرعة من خلال فحص جودة المياه والتربة وصلاحية العلف وسلامة صحة الأسماك.

تغذية الأسماك ومصدر المياه

عن طريق الأعلاف التجارية المصنعة وذات المواصفات الغذائية فائقة الجودة؛ يتم تغذية الأسماك المستزرعة، حيث تحتوي هذه الأعلاف على نسبة من البروتين الخام التي لا تقل عن 42% ودهون خام لا تقل عن 10%.

بالإضافة إلى أنه يجرى متابعة نمو الأسماك المستزرعة بأخذ عينة من الحوض كل أسبوعين، ووزنها وحساب متوسط وزن السمكة الواحدة وتسجل في السجل الخاص بمتابعة أوزان الأسماك لكل حوض، ويراعى أن تؤخذ العينة من أكثر من مكان بالحوض، وتحسب كمية العلف اللازمة لتغذية الأسماك بالحوض على أساس الوزن الجدید.

يعد المجري الملاحي لقناة السويس هو المصدر الرئيسي لتغذية الأحواض الرئيسية في مشروع الفيروز، ويجري رفع مياه الأحواض الفرعية عن طريق طلمبات على جانبي الأحواض، بالإضافة إلى أنه يتم وضع أساليب علمية للحفاظ على نقاء ونظافة المياه الناتجة عن الاستزراع واستخدام الأعلاف، بنفس درجة النقاء للمياه المغذية للمشروع، وذلك عن طريق تصميم الأحواض.

فرص عمل

لن تتوقف مميزات وفوائد مشروع الفيروز للاستزراع السمكي في مصر عند هذا الحد، بل تصل إلى توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال، خاصة لأن الهدف الرئيسي من المشروع الأكبر في الشرق الأوسط، هو تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق كفاءة الإنتاج الذاتي والحد من الاستيراد، ويساهم هذا في زيادة فرص التصدير إلى الأسواق المختلفة سواء العربية أو الأوروبية، ما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني، ويفتح مجالات متعددة في سوق العمل

ثانيا : المزرعة السمكية بمثلث الديبة

وفي الوقت نفسه افتتح الرئيس السيسي أيضا المزرعة السمكية بمثلث الديبة غرب بورسعيد، وهو مشروع مقام على مساحة 204 فدان تقريبًا بمحاذاة ساحل البحر بمواجهة 14.2 كم غرب مدينة بورسعيد بعمق حتى 600 متر في منطقة الديبة، ويتكون من 72 حوض استزراع سمكي مخصصة لاستزراع الجمبري بطاقة إنتاجية 250 طن سنويًا و4 مخازن علف بطاقة تخزينية 100 طن، وصالة الفرز والتعبئة بطاقة إنتاجية 5 طن أسماك وجمبري يوميًا، وقد كان التخطيط لمشروعات الثروة السمكية على درجة عالية من الدقة والدراسة العلمية لتحقيق التكامل مع المشاريع المخططة.

وخلال افتتاح ذلك المشروع تم تدشين 34 سفينة للصيد الحر بالمياه الإقليمية، كمرحلة أولى من مشروع إنشاء 100 سفينة صيد، صُممت ونُفذت داخل هيئة قناة السويس وشركاتها بعمالة مصرية 100% وتتوافر فيها مهمات السلامة البحرية متمثلة في "جاكت نجاة" لكل فرد بالسفينة و"طوق نجاة" ورماس نجاة يسع لـ ١٦ فردًا من طاقم السفينة وبه مستلزمات طبية ومهمات استغاثة.

أما المواصفات الفنية للسفينة فهي بطول ٢٣,٩٠م وبعرض ٧,٢٠م وغاطس ٢,٨٠م والسرعة تصل لـ ٩ عقدة ومزودة أيضًا بماكينة تصنيع الثلج بقدرة إنتاج ٥ طن يوميًا وونش لسحب وفرد الشباك بقدرة استيعاب ١٠٠٠م "وير" وماكينة ديزل رئيسية بقدرة ٧٠٠ حصان و٢ مولد كهربائي، المولد الرئيسي ٧٠ كيلووات والمولد الاحتياطي ١٦ كيلو وات وماكينة تحلية مياه بقدرة إنتاج ١ م٣ مياه عذبة يوميًا، ودفّة تعمل إلكتروميكانيكال.

ثالثا : مزرعة سمكية بحرية بالإسكندرية

وفي أغسطس 2020، تم الانتهاء من إنشاء أحدث مزرعة سمكية بحرية بالمفرخ البحري بالكيلو 21 التابع للهيئة لتنمية الثروة السمكية، حيث تنتج المزرعة أسماك القاروص والبلطي الأحمر والبوري على مساحة فدانًا واحدًا وتستهدف إنتاج من 12.5 إلى 17 طن من الأسماك البحرية، حيث تحتوي أيضا على وحدة لإنتاج الثلج تعمل بطاقة 150 كيلو /اليوم ووحدة تبريد وحفظ الأسماك المنتجة.

وفي ديسمبر 2017، شهد الرئيس افتتاح المرحلة الثانية من مشروع الاستزراع السمكي شرق القناة بالإسماعيلية التابع لهيئة قناة السويس، والذي يُقام بشكل متكامل من خلال مزارع سمكية تشمل ٤٤٤١ أحوض للأسماك والقشريات، فضلًا عن مصانع أعلاف وتغليف، وذلك بهدف سد الفجوة الغذائية وتقليل الواردات من الأسماك وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، وتوفير حوالي ٣ آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، سترتفع إلى ١٠ آلاف فرصة عمل بعد اكتمال مراحل المشروع.

رابعا : مشروع بركة غليون

في نفس السياق، وفي نوفمبر عام 2017 افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الأولى لمشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون كمدينة سمكية متكاملة تضم مزرعة سمكية على مساحة 4 آلاف فدان، و1359 حوضا للأسماك والجمبري، ومنطقة المفرخات وإنتاج الزريعة ومنطقة بحثية،  حيث حققت مصر نموا ملحوظا بمعدلات إنتاج الأسماك، وأنها ما زالت تستطيع أن تحقق المزيد ، حيث يعد مشروع بركة غليون مشروع رائد وعملاق، يضم منطقة صناعية على مساحة 55 فدانا بها  مصنع لتجهيز وتعبئة وتغليف الأسماك بطاقة إنتاجية 100 طن في اليوم، ومصنع لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج الثلج بطاقة إنتاجية 60 طن في اليوم، ومصنع لعبوات الفوم بطاقة إنتاجية 1200 عبوة في اليوم.كما يشمل المشروع مفرخ «أسماك جمبري» على مساحة 17 فدان بطاقة 20 مليون إصبعية أسماك بحرية، وملياري يرقة جمبري، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالي 453 حوض تربية، و155 حوض تحضين، و50 إلى 150 بطاقة إنتاجية 3 آلاف طن أسماك دورة تقريبا، ومزرعة لإنتاج الجمبري، و655 حوض تربية ومبطنة بمشمع بولي إيثيلين، ومزرعة لإنتاج أسماك المياه العذبة بسعة 83 حوض بطاقة إنتاجية 2000 طن، ويضم المشروع أيضا مركز أبحاث وتطوير وتدريب، ومصنع إنتاج أعلاف الأسماك والجمبري، وتضم المدينة السمكية الصناعية (غليون) أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط،، ويعد هذا المشروع أحد أهم الأسباب في الطفرة التي حدثت في قطاع الاستزراع السمكي، وهو أحد المشروعات التي تشرف عليها القوات المسلحة، ويقام على مساحة 4 آلاف فدان بمحافظة كفر الشيخ وتحتوي ثلث إنتاج المحافظة من الاستزراع السمكي، يساهم المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، إذ ينتج الاستزراع السمكي 75 في المائة من الإنتاج العام للسمك بمصر، كما يساهم في دعم الاقتصاد القومي من خلال منتجات السمك والجمبري، وإنشاء معمل التفريغ لإنتاج الذريعة السمكية، وكذلك إنتاج مصنع لتجميد الأسماك، وهو إلى جانب مشروعي قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكي بمثابة ركائز الاستثمار في قطاع الاستزراع السمكي.

خامسا : تطوير البحيرات

إجراء أعمال التطوير الشاملة للبحيرات المائية والعمل على زيادة عمقها، أحدث تنوعا بيولوجيا فيها، والتي جاءت تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفا أن مشروعات الاستزراع السمكي حققت طفرة كبيرة وتسهم بشكل أساسي في تنفيذ أهداف السياسة العامة للدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك عالية الجودة ذات المواصفات العالمية لتغطية العجز في البروتين الحيواني للمواطن وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

سادسا : مشروع الإستزراع السمكى حول محور تنمية قناة السويس الجديدة

تمثل منطقة القناة وسيناء عمقًا استراتيجيا للبلاد، الأمر الذى يحتم ضرورة تنميتها وتطويرها، ومن ثم فعملية الاستزراع السمكى من أنسـب مشــروعات التنـمية لتلك المنطقة نظـرا لتوفــر كل عناصر المشـروع بطول الشاطئ الشرقى لقناة السويس.

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي ببدء المرحلة الأولى من ذلك المشروع في عام 2016م، ومن ثم توالت النجاحات المذهلة وتم تأسيس عدة مراحل أخرى في مختلف المحافظات، وتبلغ طاقة المشروع الكلية 4440حوض لاستزراع أنواع مختلفة من الأسماك البحرية ذات جودة عالية في مياه قناة السويس، على إثر ذلك تم تأسيس حوالي 1034حوض كخطوة أولية لانطلاق ذلك المشروع الهائل، كما تم اختيار منطقة شرق قناة السويس لذلك المشروع لعدة أسباب أهمها المميزات التي تنفرد بها؛ فهي تمتلك التربة المناسبة للاستزراع البحري حي تمتد مساحة واسعة من الأراضي على جانبها الشرقي، بالإضافة إلي ملوحة مياهها وجودتها العالية، فضلًا عن الكوادر الفنية المؤهلة لإدارة ذلك المشروع.

لكي يتم تحقيق للأهداف كاملةً من المشروع تم تقسيمه إلى ثلاث مراحل كالآتي:

المرحلة الأولى

فهي بمثابة خطوة استرشادية لبداية المشروع تمت في السادس والعشرون من شهر ديسمبر عام 2016م، ثم قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتهاء من مراحل التحضير وتم افتتاح المرحلة الأولى في أواخر ذات العام، ففي تلك المرحلة تم تهيئة الأحواض وبيئتها لتشمل أنواع “أسماك الدينيس، البوري، ثعبان البحر، لوت البحر، سهيلة، قاروص، أسماك العائلة البورية”.

المرحلة الثانية

بدأت المرحلة الثانية من مشروع الاستزراع السمكي بقناة السويس بعد الانتهاء من المرحلة السابقة مباشرةً واستمر تأسيسها لمدة عامٍ كامل، وبلغت مساحتها حوالي 29فدان لتضم حوالي 1600 حوض سمكي يتضمن أنواع جديدة من الأسماك، بالإضافة إلى ذلك قامت شركة قناة السويس للاستزراع البحري بحفر ترعتين رئيسيتين بإجمالي 16كم، ومصرفين يبلغ طولهما 12كم، وذلك بخلاف المصارف والترع الفرعية التي يبلغ إجمالي حجمهما 50كم.

حققت تلك المرحلة إنجازات مُبهرة؛ حيث تم إنشاء محطة رفع رئيسية مخصصة لري أسماك العائلة البورية وتقدر طاقتها 12كم مكعب/ في الثانية، ومحطة أخرى بطاقة 3.5كم مكعب/في الثانية، وشملت نجاحات تلك المرحلة التعاقد من إحدى الشركات العالمية لتأسيس مصنع مخصص لإنتاج الأعلاف لينتج حوالي 150ألف طن سنويًا، بالإضافة إلى إنتاج 160مليون إصبعية أسماك بحرية، وحوالي 500مليون يرقة جمبري بشكل سنوي.

المرحلة الثالثة

تمكنت شركة قناة السويس للاستزراع السمكي من تحقيق إنجازات مبهرة فاقت الجداول الزمنية المحددة لتلك؛ ففي ظل الانتهاء من المرحلة الثانية قام  رئيس الوزراء بافتتاح المرحلة الثالثة من المشروع والتي تبلغ مساحتها حوالي 2700فدان، حيث تم حفر خمسة وخمسون مصرف وترعة أي ما يعادل 85% من إجمالي تأسيس المرحلة، بناءً على ذلك تم إنشاء 1400حوض شامل جميع الخدمات، بخلاف تزويد المشروع بوحدة بيطرية تضم معامل تحاليل تتحقق من سلامة المياه والغذاء، وسوف تضم تلك المرحلة إنشاء مركزًا تدريبيًا لتأهيل وتدريب العاملين على أعلى مستوى ليصبحوا كوادر قادرة على التعامل باحترافية فائقة من المزارع البحرية، وتكون المشروع أيضًا من مخازن رئيسية وفرعية مخصصة للمعدات وقوع الغيار وأخرى مخصصة للأعلاف، مؤسسين بتكنولوجيا عالية التأمين ضد الحرائق أو الحوادث.

يوفر المشروع فى مرحلته الأولى مساحة لاتقل عن (448) فدانًا للاستزراع السمكي عالي الجودة تشمل (460) حوضًا بدأ إنتاجها فعليا مع افتتاح قناة السويس فى أغسطس 2015، ومن المقرر أن تقام الأحواض السمكية على ضفة المشروع العظيم على مساحة إجمالية تبلغ أكثر من (5714) فدانًا تشمل (3828) حوضًا، وتبلغ تكلفة البنية الأساسية الخاصة به (650) مليون جنيه، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه في أغسطس 2016.

مميزات المنطقة المقترحة للمشروع

-   توفرُ مصادر المياه المالحة اللازمة للاستزراع السمكي.-   وجود كوادر متخصصة فى الاستزراع السمكى ومفرخ الزريعة بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية.-   توفرُ مساحات شاسعة شرق القناة تصلح لإنشاء استثمارات عملاقة.-   التنوع الجغرافى والمناخى للمنطقة والذى يتيح استزراع أنواع مختلفة من الأسماك والقشريات.-   القرب من الموانىء لاستيراد الخامات وتصدير المنتجات.-   القرب من المحافظات مما ييسر عملية نقل المنتجات إلى أسواقها الداخلية.

الأهداف الاستراتيجية للمشروع

 - تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك، وذلك من خلال زيادة الإنتاج السمكى حيث يمكن أن يحقق  مشروع المزارع السمكية ما بين (12 – 15) طنًا للفدان، وجميعها تقع خارج حرم  قناة السويس ويتم توصيل هذه المزارع بالقناة من خلال فتحات وقنوات مائية تقوم بتجديد مياه المزارع باعتمادات على خاصية المد والجزر التى تقوم بها السفن أثناء مرورها بالقناة،  ، على أن تغطى هذه المزارع تكلفتها خلال 3 أعوام.

  - إيجاد فرص عمل حقيقية وجادة لتشغيل الشباب، والتى تقدر بنحو  10 آلاف فرصة عمل فى مجال الثروة السمكية.

 تكوين مجتمعات إنتاجية متكاملة تعتمد على الإنتاج السمكى.

 تغيير شكل المجتمع شرق قناة السويس من حيث الكثافة السكانية.

  توفير مصدر للعملة الصعبة، وذلك عن طريق تصدير الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية إلى الخارج والتى تلقى رواجا فى الأسواق الخارجية مثل " الدنيس والقاروص واللوت "،  خاصة منطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبى.

  تقليص العجز فى الثروة السمكية بمصر والذى يقدر بنحو (300) ألف طن سنويا، وذلك بتوفير (50) ألف طن سنويا تزداد مع استخدام أنواع أخرى من زريعة الأسماك.

 حجم الأعمال المنفذة بالـمشروع:

-  إنشاء وتجهيز (1380) حوضا للاستزراع السمكي مملوءة بالمياه المالحة.

 الانتهاء من إقامة (600) حوض استزراع سمكي والبوابات والآلات الخاصة بالمشروع.

 يجرى العمل على إنشاء أكبر مزرعة سمكية فى منطقة الشرق الأوسط، تقع شرق بورسعيد بالقرب من ملاحة بور فؤاد على مساحة (23) ألف فدان، طبقًا للمعايير العالمية، حيث يتم توسعة وتعميق وتطهير ملاحة بورفؤاد، وعمل مزارع سمكية بداخلها مع عمل مزارع سمكية أرضية للأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة، بإجمالي إنتاج (85) ألف طن سنويا من الأسماك البحرية والعائلة البورية، وهذه المزرعة تعد نموذجا للتوسع فى إقامة المزارع السمكية حول محور تنمية القناة وتساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى بتكلفة (275) مليون جنيه.

 تم الدفع بـ48 معدة تعمل حاليا بقوة 105 آلاف حصان في إنشاء هذه المزرعة، بالإضافة إلى شراء 43 معدة أخرى من الخارج تصل قريبا للانتهاء من المزرعة خلال عام، وتسهم المزرعة فى توفير فرص العمل، وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتى بتكلفة 275مليون جنيه.

  تم التخطيط لزيادة إنتاج الزريعة، لتصل إلى 65 مليون زريعة سنويًا، عن طريق التوسع في إنشاء المفرخات، والتي بلغت حاليا 11 مفرخًا، وجارى العمل فى انشاء 4 آخرين.

 يبدأ المشروع باستزراع أربعة أنواع من الأسماك هى القاروص والدنيس واللوت والجمبرى،  ونتيجة انخفاض الزريعة بمصر، بدأ المشروع بنوعين من الزريعة المصرية، وزريعة من عدة دول منها أسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان التى تملك أنواعا من الزريعة المناسبة للبيئة البحرية المصرية.

  من المقرر أن يتم إنشاء مناطق للخدمات اللوجستية المرتبطة بالإنتاج السمكي للمزرعة الجديدة، مثل إقامة مصانع أعلاف ومفرخات، ومراكز بحوث متخصصة فى الإنتاج السمكى وصحة الأسماك، بالإضافة إلى تقديم خدمات بيطرية.    

 يعد مشروع الاستزراع السمكى بالقناة من المشاريع " صديقة البيئة " حيث يعتمد على رفع المياه من القناة لتربية بعض الأنواع من الأسماك، ثم يعاد استخدام المياه المنصرفة مرة أخرى عن طريق معالجتها بيولوجيا من خلال الطحالب ليتم استزراع أنواع أخرى من الأسماك بها تتغذى على الطحالب كأسماك البورى والبلطى والسيجان، التى تقوم بعمل فلترة أولية للمياه عن طريق التغذية على الطحالب، ليتبعها فلترة ميكانيكية قبل صرفها مرة أخرى على المجرى الملاحى للقناة.

 يشارك فى تنفيذ المشروع هيئة قناة السويس وهى الجهة الإدارية والتمويلية للمشروع، وجامعة قناة السويس وهى الجهة الفنية والتقنية للمشروع التى تولت متابعة وتقييم التشغيل بالتعاون مع هيئة تنمية الثروة السمكية بوزارة الزراعة.

 سابعا :  مشروع الاستزراع السمكى بالوادى الجديد

تتسم الصحراء الغربية فى مصر بقسوة المناخ، وندرة المياه بأراضيها القاحلة، وعلى الرغم من الظروف الحياتية القاسية، فإن تجارب تطبيق الإستزراع السمكى أثبتت نجاحها فى تربية واستزراع الأسماك بأراض صحراوية من خلال استغلال خزانات المياه الموجودة بواحة سيوة بالصحراء الغربية المصرية، مما يشير بإمكانيات التوسع فى تلك التجارب وتطويرها لتنمية الثروة السمكية بتجمعات المياه فى فى أراض صحراوية أٌخرى.

وتعد تجربة الاستزراع السمكى فى منطقة جنوب الوادى، وبالتحديد في محافظة الوادى الجديد بواحتى(الداخلة والفرافرة ) على بركتي موط بمركز الداخلة وبركة اللواء صبيح بالفرافرة على مياه الصرف الزراعي مثال جيد للاستزراع السمكي في المناطق الصحراوية نظرًا لافتقاد هذه المنطقة المصادر الطبيعية للأسماك، حيث أنها لا تمتلك سواحل أو شواطئ أو أنهارا أو ترعا أو بحارا.

يٌنفذ المشروع الذى يتم تطبيقه لأول مرة بالمحافظة مايو 2019 بالتنسيق المتبادل بين وزارتي الزراعة والرى والمحافظة والهيئة العامة للثروة السمكية، ويهدف الاستفادة من مياه برك  الصرف الزراعي  والتي تحتوي على 15 مليون متر مكعب مياه، انتشرت بقرى الداخلة والفرافرة، وباتت تشكل خطرا على الأهالي والزراعات وبالأخص في فصل الشتاء نتيجة ارتفاع منسوب المياه بها.

إنجازات الثروة السمكية

  • شهدت الثروة السمكية في مصر تطورا كبيرا خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بتطوير وتنمية مشروعات الثروتين الحيوانية والسمكية.- تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاستيراد، وزيادة فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية مما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد الوطني.
  • تمتلك مصر أكثر من 10 بحيرات عملاقة تساهم في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسماك.
  • افتتاح مزارع الاستزارع السمكي التي أحدثت طفرة حقيقية والتوسع في إقامة المشروعات العملاقة وإنجازها والتي أسهمت في توفير الآلاف من فرص العمل.توفير أسماك بجودة عالية طبقا لرؤية مصر 2030، والوصول إلى معدل 2.3 مليون طن سنويا.
  • حتلت مصر مكانة متقدمة في المنطقة، في مجال الاستزراع السمكي حيث تتصدر المرتبة الأولى بين دول قارة أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط والعاشرة عالميا بكمية قدرها حوالي 1.8 مليون طن.
  • التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي والتي يشكل إنتاجها نحو 75 في المائة من إجمالي إنتاج الأسماك في مصر لوصول حجم الإنتاج إلى مليوني طن خلال 2019، وارتفاعه لـ2.3 مليون طن خلال 2020، خاصة بعد اكتمال التنفيذ للمزارع السمكية الجديدة والمنفذة بعدد من محافظات الجمهورية كمحافظة السويس وكفر الشيخ وسيناء والبحر الأحمر بجانب المشاريع التي تم تنفيذها في قناة السويس وبورسعيد بالإضافة إلى مشروع بركة غليون.
  • ساهمت مشروعات الاستزراع السمكي في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، إذ ينتج الاستزراع السمكي 75 في المائة من الإنتاج العام للسمك بمصر، كما يساهم في دعم الاقتصاد القومي من خلال منتجات السمك والجمبري، وإنشاء معمل التفريغ لإنتاج الذريعة السمكية، وكذلك إنتاج مصنع لتجميد وتغليف الأسماك والجمبري للإنتاج المحلي والباقي للتصدير، مع وضع قاعدة بيانات صناعية للاستفادة منها مستقبلا في مشروعات مماثلة، فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات للأساليب التي تعمل على زيادة إنتاج الذريعة من الأسماك والجمبري، وإنشاء معامل مجهزة على أحدث الأساليب العلمية للكشف المبكر عن الأمراض ومكافحة الفيروسات إن وجدت والعمل على علاجها، بالإضافة إلى إنشاء مراكز لتدريب الشباب ومراكز بحثية وبنية تحتية للاستفادة المستقبلية.
  • هذا وقد بلغ إجمالي ما تم إنتاجه حوالي مليوني طن، منها 1.6 مليون طن من الاستزراع السمكي و400 ألف طن من المصايد الطبيعية مثل البحيرات والبحرين والنيل بنسبة اكتفاء ذاتي 85 في المائة. كما بلغ اجمالي ما تم تصديره خلال عام حوالي 35 ألف طن وإجمالي ما تم استيراده خلال عام حوالي 325 ألف طن والأصناف المستوردة من الأسماك التي لا تعيش بالمياه المصرية مثل الماكريل والرنجة. وتركزت محاور تنمية الثروة السمكية على تنمية وتطوير البحيرات مثل المنزلة والبرلس ومريوط والبردويل كما بلغ إنتاج البحيرات من الأسماك حوالي 183 ألف طن.
  • وتم التوسع في الاستزراع السمكي من خلال المشروعات القومية مثل بركة غليون ومثلث الديبة وشرق التفريعة وشركة قناة السويس كما تم تطوير المفرخات لإنتاج الزريعة خاصة البحرية كما تم التوسع في الاستزراع السمكي التكاملي خاصة مع زيادة التوسع في الأراضي المستصلحة والاعتماد على مياه الآبار فضلا عن الترخيص لعدد 9 مزارع في الأراضي الصحراوية للعمل بهذا النظام.
  • كما تم التوسع في الاستزراع السمكي في الأقفاص البحرية، وطرح 21 موقعا للأقفاص منها 9 مواقع في البحر الأحمر و12 موقعا في البحر المتوسط للمستثمرين وجاري الانتهاء من إجراءات الطرح، كما قاربت مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجاتها من الأسماك.