المانجو الإسماعيلاوى تستعيد عرشها.. والمزارعون قلقون من تراجع الأسعار

المانجو الإسماعيلاوى تستعيد عرشها.. والمزارعون قلقون من تراجع الأسعار

تعرضت عملية زراعة المانجو بالاسماعيلية خلال السنوات الثمانى الماضية للعديد من الأزمات الشديدة بسبب التغيرات المناخية ومرض «العفن الهبابى» ما أدى إلى انخفاض الانتاجية بصورة كبيرة، الأمر الذى دفع بعض المزارعين إلى التخلص منها تماما، أو التحول إلى زراعة السلالات الأجنبية لوفرة انتاجها ولمقاومتها للتغيرات المناخية، وخلال الموسم الحالى استردت المانجو عافيتها ليشهد المحصول هذه العام، وفرة كبيرة وسط مخاوف من صعوبة تسويق المحصول وتراجع أسعاره.

وتحظى المانجو بأهمية بالغة فى الإسماعيلية، وتعد المحصول الرئيسى بها، كما تعتبر «المانجو الإسماعيلاوى» من أشهر أصنافها لحلو مذاقها ومنها «العويس» التى تعتبر من أشهر الأصناف والتى تتميز بها المحافظة حيث تبلغ نسبة السكريات الذائبة فيه أكثر من ٢٤٪، وهى نسبة تعد الأعلى على مستوى الأصناف عالميا .

بداية يقول محمد عبدالجواد الرفاعى «مزارع» من عزبة أبو ستيت التابعة لقرية عين غصين، إن موسم المانجو هذا العام يشهد زيادة كبيرة عن الاعوام السابقة ولكنه لم يصل إلى ما كان عليه قبل ظهور الحشرة القشرية والمسببة لمرض «العفن الهبابى»، والذى أصاب مساحات شاسعة من الأشجار إصابات بالغة خاصة الأصناف المحلية المتعارف عليها التى تمتاز بها المحافظة مثل السكرى، والعويس، والزبدية، والفونس، والهندى، مما أدى إلى قيام بعض المزارعين باقتلاع هذه الأشجار وبيعها لتجار الفحم، والبعض الآخر قام بعملية تطعيم الأصناف المحلية بأصناف أجنبية مثل الكيت، والنعومى، والكنت، والتومى، والكرمسون، والهايد، وغيرها من الأنواع المستحدثة، واضاف أن هذا العام شهد هدوءا لنشاط الحشرة القشرية، واستقرارا جزئيا للمناخ، مما أدى إلى عملية تزهير كبيرة لجميع الأشجار.

ويلتقط يحيى الحسينى «مزارع» بنفس القرية طرف الحديث، ويؤكد أن تكلفة الإنتاج هذا العام قد زادت بشكل كبير، فقد ارتفع طن سلفات النشادر من ٢٨٠٠ جنيه إلى ١٠ آلاف جنيه، وعلى نفس المنوال بل وأكثر زادت أسعار البوتاسيوم ونترات الكالسيوم وجميع المخصبات والأدوية التى تستخدم لمكافحة الأمراض التى تصيب الأشجار مما أدى إلى ارتفاع التكلفة .

وينبه محمود على «مزارع» من قرية سرابيوم، إلى أن عملية متابعة شجرة المانجو وتجهيزها للإنتاج أصبحت متعبة ومكلفة، فقد أصبح العمل فى المزرعة طوال العام الأمر، يتطلب عمالة مدربة، ومن ثم تكلفة إضافية خاصة بعد ارتفاع أجور العمال، ويحذر من انه اذا استمرت الزيادات فى عوامل الإنتاج بهذه الطريقة، فسيؤدى إلى القضاء على الأصناف المحلية التى تمتاز بها الإسماعيلية.

ويشير سالم السيد سلمى من قرية المنايف، الى تكلفة الكراتين أو «البوكس» الذى يتم تعبئة المحصول بداخلها لعرضه فى الأسواق، وكذلك عملية النقل من المزارع إلى الحقول والتى زادت زيادة كبيرة.

ويؤكد المهنس سعيد مراد ــ مهنس زراعى متخصص فى زراعات المانجو ــ أن شجرة المانجو توصف بأنها «شجرة معاومة» أى تنتج عاما انتاجا كبيرا وفى العام الذى يليه تنتج إنتاجا قليلا أو لا تنتج من الأساس خاصة فى الأصناف المحلية ، مما دفع المزارعين إلى اللجوء إلى التطعيم بالأصناف الأجنبية المستوردة التى لم تكن موجودة من قبل ، وتتميز هذه الأصناف بتحملها للتغيرات والتقلبات الجوية، كما أن هذه الأصناف صغيرة الحجم وأقل من مثيلاتها من الأصناف المحلية مما يسهل عملية الرش والمقاومة عن الأشجار كبيرة الحجم.

أما محمد محروس ــ تاجر مانجو ــ فيؤكد انه لم يقم حتى الآن بشراء محصول المانجو تخوفا من الأسعار المستقبلية خاصة ان المزارع يريد البيع بنفس أسعار العام الماضى ورغم هبوط أسعار الخوخ والمشمش والتفاح البلى والركود الذى يسود سوق الفاكهة، والظروف الاقتصادية للمواطنين لا تنبئ بأسعار العام الماضى، وهو ما أصاب التجار بالتردد فى الشراء.

ومن جانبه، يقول المهندس أحمد البعلى مديرعام الإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة بالإسماعيلية، إن هذا الموسم أفضل من السنوات السابقة، فيما يتعلق بإنتاجية الفدان من المانجو حيث يصل إنتاج الفدان فى المتوسط ٥ اطنان، بما يعد تعويضا عن الخسائر التى تعرض لها المزارعون خلال السنوات الماضية، بسبب التغيرات المناخية ومرض العفن الهبابى، واشار الى نجاح المديرية فى القضاء على المرض بنسبة تزيد على ٨٠٪، بفضل الندوات وبرامج التوعية التى تم تقدمها المديرية.

ويؤكد أن التغيرات المناخية ستؤدى إلى تأخير طرح المحصول فى الأسواق هذه العام لمدة تتراوح ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، فقد كان المعتاد ان يتم طرح الإنتاجية فى الاسواق بداية شهر يوليو من كل عام ولكن لن تظهر خلال هذا الموسم فى الأسواق قبل يوم ٢٠ من الشهر، وينبه إلى أن هناك اتجاها كبيرا من المزارعين بالتحول إلى زراعة الأصناف الأجنبية، وهذا سيؤثر بالضرورة على الأصناف البلدية، ولكن فى النهاية المزارع يبحث عن مصلحته وعن الكم وليس الطعم المتوافر فى السلالات البلدية.

المشاركة على منصات التواصل: