المحاصيل الزراعية بسوهاج تبحث عن منافذ جديدة للتسويق

المحاصيل الزراعية بسوهاج تبحث عن منافذ جديدة للتسويق

يحظى ملف الصادرات الزراعية باهتمام كبير من قبل الحكومة بشكل عام وفي سوهاج خاصة، حيث تحرص المحافظة على تقديم مختلف أوجه الدعم اللازم لزيادة حجم الإنتاج والتصدير وفتح منافذ جديدة للتسويق لمختلف المحاصيل ومنها البصل وقصب السكر والطماطم والبطاطس والفاصوليا، بما يسهم فى تعزيز الأمن الغذائي وزيادة القدرة على المنافسة فى مختلف الأسواق . بداية يؤكد خالد أبو الوفا، رئيس الغرفة التجارية بسوهاج وعضو مجلس الشيوخ، أنه على الرغم من تأثير أحداث روسيا وأوكرانيا علي الجميع، خاصة في مجال الصادرات الزراعية، إلا أن الدولة وضعت خطة لمواجهة تلك الآثار من خلال فتح أسواق جديدة فى ظل ما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية فى العديد من السلع الزراعية ، خاصة منتجات سوهاج الطازجة، لافتا إلي أن البصل السوهاجي يحتفظ بمكانته لدى البلاد الأوروبية على الرغم من توقف مصنعه فى سوهاج الذي كان يستوعب إنتاج موردي البصل فى محافظات الصعيد ويصدر إنتاجه لـ69 دولة على مستوى العالم وكانت له شهرة عالمية، وهو محصول رئيسي في التصدير .

 

اضاف : طالبنا بإنشاء محطة فرز وقرية بضائع بالمحافظة للتصدير مباشرة لتحسين أحوال المزارعين بشكل كبير بعد تعرضهم المستمر لخسائر كبيرة بسبب عدم قدرتهم علي تصدير انتاجهم من البصل وتشبع السوق، ثم يأتي قصب السكر في المرتبة الثانية ضمن حاصلات سوهاج الزراعية وتحتل المركز الثاني في إنتاجه بعد قنا، وأغلب المحصول يتجه إلى مصنع السكر بمركز جرجا جنوب المحافظة، ونظرا لخصوبة الأراضي بمحافظة سوهاج تكثر إنتاجية محاصيل الثوم والكرنب والخضروات، وغالبا ما تطرح بأسواق القاهرة، مؤكدا أن ملف المحاصيل الزراعية بالمحافظة يحتاج إلي تدخل حكومي عاجل لتطويرها وفتح منافذ واسواق جديدة للاستفادة من إنتاجها الكبير وتوفير التقاوي والبذور والأسمدة . 

الدكتورة أمل اسماعيل، وكيل وزارة الزراعة بسوهاج تقول إن مساحة الزمام بالمحافظة تبلغ 347 ألف فدان وتشتهر بزراعة محاصيل البصل والطماطم والبطاطس والفاصوليا وتعتبر المحافظة الأولى فى إنتاج البصل على مستوى محافظات الصعيد بنسبة 28% والمرتبة الرابعة على مستوى الجمهورية بنحو 8%، وتتميز سوهاج بزراعة أصناف ذات صفات تنافسية جيدة منها « البصل السبعينى و جيزة 6 محسن « والنضج المبكر فى الفترة من منتصف يناير إلى نهاية شهر ابريل، مما يخلق نوافذ تصديرية للعديد من الدول وتبلغ المساحة المنزرعة من البصل 17 ألف فدان تنتج 350 ألف طن يصدر منها 20 %، وتحتل مصر المركز الثالث عالميا فى تصدير البصل المجفف . 

وأشار المهندس محمود عبدالعال، مدير إدارة البساتين بمديرية الزراعة بسوهاج، إلى أن المحافظة تشتهر أيضا بزراعة محصول الطماطم بمساحة 13 ألف فدان وبمتوسط إنتاجية 25 طنا للفدان، ولتفادى تقلبات السوق والعرض والطلب وزيادة القيمة المضافة فإن التوجه إلى التجفيف لمحصول الطماطم الذى يعد من أفضل المشروعات التى توفر فرص عمل كثيفة إلى جانب تحقيق هامش ربح عالى، خاصة مع التصدير لافتا إلى أن سعر طن الطماطم المجفف يصل إلى 1800 يورو ويتجاوز الـ 4 آلاف يورو للطن الواحد عند وضع اضافات الطماطم مثل زيت الزيتون والفلفل الحريف واستخدام التعبئة فى عبوات زجاجية، فيما تبلغ المساحة المزروعة الفاصوليا نحو 900 فدان غالبيتها من الأصناف الخضراء، وتتركز بجزيرة الشورانية بمركز المراغة وأولاد يحيى بمركز دار السلام، وقد انتشرت زراعتها فى السنوات الأخيرة بالمحافظة بدعم عدد من الهيئات الدولية مثل اليونيدو. 

ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى عبدالخالق، رئيس جامعة سوهاج، أن دورنا يأتى كأحد بيوت الخبرة بما تضمه من علماء فى مختلف التخصصات ذات العلاقة فى كليتى الزراعة والعلوم، حيث تقدم الاستشارات العلمية والفنية من خلال مركز البحوث الملحق بكلية الزراعة، علاوة على دورات تدريبية ارشادية للمزارعين للحصول على أعلى محصول وجودة وتقليل تكاليف الإنتاج والحصول أعلى ربحية والوصول لإنتاج يصلح للتصدير، وقد وقعت الجامعة بروتوكول تعاون مع هيئة أنروت للتنمية لتنفيذ مشروع من خلال انشاء حاضنة اعمال «مسار» وبتمويل من الحكومة السويسرية بتقديم الدعم للمزارعين ويتضمن تأهيلهم وحصولهم على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة، ومنها منتج  «اللوف» فى الأسواق الأوروبية وتطوير ورشتين لصناعته وحصولهم على شهادة (الأيزو Iso9001)،  بمايؤهله للبيع فى الاسواق العالمية خاما أو مصنعا باعتباره وسيلة صحية وآمنة واستخداماته العديدة الأخرى فى تصنيع الأحذية ومقاعد السيارات وواقى الرأس بالجودة التى يمتاز بها (اللوف) الصينى، مشيرا إلى أن اللوف بسوهاج يزرع على مساحة 200 فدان تقريبا تتركز فى قريتين بمركز طهطا وكان يصدر إلى الدول العربية مثل سوريا ولبنان والجزائر وتوقف التصدير منذ فترة . 

وقال الدكتور فارس عابد، باحث الأراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية بسوهاج، إن المركز يعمل من خلال البحوث العلمية والتطبيقية على حل المشكلات التى تواجه المحاصيل من أجل زيادة الصادرات سنويا لما له من تأثير كبير على زيادة الدخل القومى للبلاد، وإن صحة النبات وسلامته تعنى فى المقام الأول خلوه من الآفات والمبيدات والكيماويات الغريبة عليه والخلل فى صحة النبات له مردود سلبى على استدامة الزراعة، لذلك يعمل المركز على التغلب على التحديات التى تواجه الصحة النباتية بالكيفية والفهم الذى يحقق الحفاظ على الثروة الزراعية بالداخل والحفاظ على أسواق الصادرات، خاصة بعد تزايد الطلب عليها وأصبح لها اسم عالمى . 

المشاركة على منصات التواصل: