تراجع الواردات وصعوبة الاستيراد يفتحان شهية منتجى الألبان بالإسكندرية

تراجع الواردات وصعوبة الاستيراد يفتحان شهية منتجى الألبان بالإسكندرية

أكد عدد من منتجى ومصنعى الأجبان والألبان وأصحاب المصانع بالإسكندرية أن تراجع الواردات خلال الفترة الماضية خلق فرصة لتصنيع منتجات جديدة فى ظل تزايد الطلب عليها مع تراجع المعروض منها داخل السوق المحلية.

 وأشاروا إلى أنه بتطوير مجالات العمل، وتحول جزء من المصنعين والمنتجين لتصنيع منتجات أخرى تأتى من خارج مصر مثل جبن «الشيدر» و«جودة» وغيرهما ستكون هناك فروق فى أسعار البيع ، خاصة مع ارتفاع سعر الألبان.

مصنعون: فرصة لتوفير احتياجات السوق المحلية.. وقصر شراء المنتجات الخارجية على نوعيات محددة

وشدّدوا على أن بعض الخامات موجودة فى مصر بالفعل وهو أمر هام لكن فى حاجة إلى تحسينها، لأن هناك مشكلات تواجه المنتجين ومنها تدنى مستوى الجودة لبعض الألبان التى تصل إليهم ، لافتين إلى أنه إذا لم يحصل الحيوان على العناصر الغذائية لن يعطى إنتاجا بالجودة التى تساعد على إنتاج الأجبان بعد ذلك.

 وقال أحمد صقر نائب رئيس  مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الصقر للصناعات الغذائية، إنه على مدار الأشهر الماضية حدث العديد من التغيرات فى عمليات الاستيراد وأدت إلى عدم توفر بعض خامات المصانع وذلك منذ شهر مارس الماضى وحتى الآن أى منذ قرابة سبعة شهور.

وأضاف أنه طوال هذه الفترة شهدنا صعوبة فى توفير بعض الخامات للمصانع التى لا تدخل من المنافذ الجمركية أو يتم دخولها بتكلفة مرتفعة نتيجة لعدم توافر الدولار،  فضلا عن الغرامات التى تفرضها التوكيلات الملاحية، لافتا إلى أن كل هذه التكاليف تقع فى النهاية على كاهل المستهلك المصرى.

وأوضح أن المخرج من هذه الأوضاع هو أن نطور أنفسنا فى مجالات عملنا، لافتا إلى أن الدولة تنادى بالتصنيع وتعمل على توفير بعض الحوافز فى سبيل هذا الهدف.

وشدّد على أن بعض الخامات موجودة فى مصر بالفعل وهو أمر هام لكننا قد نحتاج إلى وقت طويل لإدراك هذا الهدف، لافتا إلى أن بعض الدول التى سبقتنا فى مجالات التصنيع ، لديها مراكز أبحاث ودعم مادى ومالى للصناع بخلاف القدرات والمهارات.

وأشار إلى أنه فى بعض الأحيان يكون السعر غير هام وتكون المشكلة الرئيسية هى وجود السلعة من الأساس وتوافرها بالأسواق .

 وأكد «صقر» أنه فى بعض الأحيان يرتفع سعر السلع بسبب عدم وجودها، موضحا أن من يقوم بالإنتاج والتصنيع ويوفر منتجا فى الفترة القادمة ستكون هناك فرص كبيرة له .

 بدوره، قال الدكتور صبحى سلام  نقيب الزراعيين بالإسكندرية، وأستاذ تغذية الحيوان بكلية الزراعة، إنه حينما نتحدث عن الإنتاج والتصنيع، يجب أن نتطرق إلى منظومة إنتاج الألبان كاملة والتى تشمل العنصر البيطرى والحيوانى والبيئة والتسويق.

وأضاف أن بداية هذه السلسلة تبدأ من الرعاية والتغذية للحيوانات المتاحة والمتمثلة فى الجاموس المصرى والأبقار المستوردة حيث إنه لم يعد لدينا أبقار محلية .

 وأشار إلى أهمية قطاع الزراعة، مؤكدا أن مصر لن تنهض إلا بالقطاع الزراعى، لافتا إلى أن هناك مشروعات زراعية كبيرة الآن فى الإنتاج الحيوانى مثل مشروعى مليون رأس ماشية ومنع ذبح البتلو.

وأوضح أنه خلال الفترة الماضية تم عمل نحو 29 معملا على أعلى مستوى فى مجال إنتاج وتصنيع الألبان .

وأشار إلى أن إنتاج الألبان هو الناتج الرئيسى لمزارع الأبقار والجاموس مع العلم أن إنتاج اللحوم هوهدف ثانوى فمن المهم تربية الحيوانات المدّرة للبن فى مصر وعلى ذلك فمن المناسب أن تتجه برامج التطوير نحو تحسين إنتاجية الوحدة الحيوانية من الألبان بصفة أساسية مع تطوير إنتاجية اللحوم واستهداف برامج التحسين الوراثى لحيوانات المزارعين بصورة أساسية.

 ولفت إلى أنه بالنسبة للثروة الحيوانية وإنتاج الألبان فإن الإنتاج الحيوانى يواجه عدة تحديات ومنها ندرة المياه والتغيرات المناخية وغلاء الأسعار، لافتا إلى أن مركز بحوث الثروة الحيوانية نظم ورشة عمل عن الإنتاج، وقام بعمل دراسة لاحتياجات الفرد من البروتين الحيوانى، خلصت إلى أنه لابد أولا من النظر للاستزراع السمكى ثم الإنتاج الداجنى ثم الحيوانى.

وأشار «سلام» إلى أن معظم الثروة الحيوانية فى مصر تتركز عند صغار المربين وهو ما يشكل عقبة للإنتاج وفقا للنظم السليمة فى بعض الأحيان.

 وشدد على ضرورة الارتقاء بإنتاجية الأبقار والجاموس من الألبان بالقدر الذى يمكن معه مواجهة الزيادة السكانية وزيادة نصيب الفرد من الألبان من نحو 61 كيلو سنويا حاليا لتصل إلى 70 كيلو بحلول عام 2030 وخفض واردات الألبان إلى مستويات هامشية، مطالبا بإعطاء أولوية للتخلص من الأمراض التى تهدد صحة الحيوانات والمزارعين وخاصة تلك المشتركة بين الإنسان والحيوان.

وأشار إلى أن الجاموس المصرى يتحمل الظروف البيئية الصعبة ولابد من الاهتمام به من حيث النواحى الوراثية والإنتاجية، لافتا إلى أنه  فى فترات ماضية كان يتم التفكير فى الاعتماد على الحيوانات المستوردة عوضا عن تربية الحيوانات محليا لكن هذا الأمر مع الوقت ثبت عدم جدواه، لافتا إلى أن النواحى الاجتماعية والنظرة إلى الجاموسة عند الفلاح هى مصدر للدخل.

 وأكد أن هناك مشكلات تواجه منتجى الألبان ومنها تدنى مستوى الجودة للألبان التى تصل إليهم، مشيرا إلى وجود مشكلة فى سلاسل القيمة والإمداد وهى إذا قطعت منها سلسلة واحدة تفشل جميعها وبالتالى إذا لم يحصل الحيوان على العناصر الغذائية لن يعطى إنتاجا بالجودة التى تساعد على إنتاج الأجبان بعد ذلك وبالتالى فهى حلقة متكاملة ولا بد من التفكير فى هذا الأمر.

 وقال المهندس عمرو أبو داوود نائب أول رئيس شعبة الألبان فى الغرفة التجارية فى الإسكندرية، إن هناك تطورا وارتفاعا فى أسعار الألبان، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمكن التغلب عليه بإنتاج منتجات ذات قيمة اقتصادية مرتفعة.

وتابع: «المشكلة الرئيسية التقليدية هى أن ارتفاع سعر الألبان يجب أن يكون حتى سقف معين كى يستطيع المستهلك أن يشتريه بهذا السعر وبالتالى ندعو لعمل منتجات تأتى من خارج مصر مثل الجبن الفلمنك»الإيدام» وكذلك «الشيدر» و«جودة».

وأشار إلى أنه إذا تحول جزء من المصنعين والمنتجين للجبنة البيضاء والرومى لتصنيع منتجات أخرى سيكون هناك فروق فى السعر.

 ولفت «داود» إلى أن متوسط سعر كيلو الجبن «الإيدام» فى السوق المحلية يبلغ نحو 170 جنيها، وبالتالى فإن المنتج فى هذه الحالة  يستطيع تحمل شراء اللبن بسعر مرتفع فى السوق لإنتاج مثل هذه المنتجات، مؤكدا أهمية المطالبة بتنظيم ندوات لنشر فكر تصنيع منتجات أخرى لم تكن السوق معتادة عليها.

وأضاف أن الشعبة تضم حاليا نخبة مهمة من المصنعين والتجار ولديها فكر ورؤية منذ عامين فى ظل ظروف ندرة الألبان، مشيرا إلى أنه نتيجة هذه الأوضاع دعت الشعبة منذ فترة لإرسال بعثات إلى الخارج لتعلم إنتاج بعض المنتجات الجديدة.

وأوضح أن هذه الجهود تهدف إلى الحصول على خبرات تصنيعية لمنتجات مثل الجبن «الإيدام» و«الشيدر» و«جودة» ولكنها اصطدمت بجائحة فيروس كورونا المستجد، ثم ارتفاع سعرالدولار وندرة العملة الصعبة وما إلى ذلك وغيرها من العوامل مما أدى إلى تأجيل هذا الطرح فى الفترة الراهنة .

وقال الدكتورعماد محمد خبير التنمية المستدامة فى مكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة فى اتحاد الصناعات المصرية إن مشكلة التمويل لمنتجات الألبان وهامش الربح القليل يسبب صعوبة فى المنافسة، خاصة مع  زيادة التكلفة لأصحاب المصانع المرخصة مقارنة مع الأخرى غير المسجلة.

وأوضح أن لديهم برنامج مدعوم من اتحاد الصناعات ومن أموال الاتحاد وليس أموال البنوك لتطوير وتحديث الصناعات المختلفة ومنها قطاع صناعة الألبان.

وأضاف أنه يتم التركيزعلى هذا القطاع لأنه يدخل فى كل بيت ولا يوجد منزل يخلو من صناعة الألبان سواء «اللبن السايب» أو المطبوخ أو البودرة وهو يعد أساسيا ولا بديل له من الدهون والكربوهيدرات.

وأوضح أنه تم تقديم دعم لعدد كبير من العاملين فى هذا المجال وتوفير قرض ميسر من اتحاد الصناعات للمستفيدين لشراء آلات ومعدات وخطوط إنتاج لتطوير الصناعة مع رفع الجودة وتقليل التكلفة وكذلك الحفاظ على البيئة.

المشاركة على منصات التواصل: