ارتفاع أسعار البصل في مصر يدفع المزارعين لحصاده مبكراً

ارتفاع أسعار البصل في مصر يدفع المزارعين لحصاده مبكراً

بدأ عدد من مزارعي البصل في مصر خلال الأيام الأخيرة حصد محصولهم من البصل مبكرًا هذا العام قبل الموعد الرسمي لموسم الحصاد الفعلي بهدف اللحاق بموسم الأسعار القياسية وتخوفًا من تراجع محتمل للأسعار مدفوعًا بوقف تصدير المحصول بالتزامن مع التوسع في المساحات هذا الموسم.

قال رئيس شركة الأندلسية للحاصلات الزراعية، أحمد قورة، إن الأيام الأخيرة شهدت حصدا مبكرا لمساحات واسعة من البصل الصيفي المعروف بـ"فتيل"، قبل الموعد الرسمي له الذي من المفترض أن يكون نهاية يناير الجاري على أقل تقدير، بسبب الخوف من تراجع أسعار المحصول.

ويزرع بصل "الفتيل" في محافظات الصعيد بشكل أساسي خلال الفترة في سبتمبر وأكتوبر من كل عام، ويتم حصاده في فبراير ومارس من العام التالي له، بمساحات تقترب من 50 ألف فدان تنتج نحو 750 ألف طن في المتوسط، وفق بيانات وزارة الزراعة.

أوضح قورة: "الفلاحون يحصدون البصل أخضر قبل موعده الرسمي بنحو شهر كامل بهدف تسويقه، والحصول على أفضل مكاسب ممكنة قبل أن تتراجع الأسعار لمستويات أدنى من التكلفة، في ظل استمرار حظر التصدير".

وحظرت مصر تصدير البصل في الربع الأخير من العام الماضي، ومدته لثلاثة أشهر جديدة في العام الجاري، بعد أن تم تصدير نحو 600 ألف طن من جميع أصناف المحصول في الموسم التصديري الأخير بنمو 100%، وفق بيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية.

أضاف قورة أن سعر البصل قد يكون مرتفعا على المستهلك، لكنه ليس كذلك بالنسبة لتكاليف الإنتاج التي تتصاعد باستمرار، وقال" البصل مش غالي.. شوف أسعار السلع الأخرى كام".

إنتاج للتصدير
أوضح قورة، أنه يتم تصدير أغلب الإنتاج السنوي من بصل "الفتيل"، وأوروبا هي أبرز الأسواق التي تستورده من مصر خلال فبراير ومارس من كل عام، وحال عدم فتح باب التصدير سيتم ضخه بالكامل محليًا".

أضاف أن الشركات تستقبل طلبات تصدير كثيرة في الفترة الأخيرة من ماليزيا وشرق آسيا ودول أوروبا، وبأسعار تصل إلى 550 دولارًا للطن، لكن مع إبلاغهم بعدم القدرة على التصدير تحولوا للبحث عن أسواق بديلة بعد سنوات طويلة من المجهود لقبول المنتج المصري.

أشار عضو بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى تراجع سعر البصل الفتيل في الموسم الحالي بنحو 30% ، حيث انخفض ليتراوح بين 11 و13 جنيهًا للكيلو لدى الفلاحين، من 17 جنيها في موسمه الماضي.

موسم "البصل الأحمر"
وقال أحد مُصدري البصل لـ"العربية Business " إن مشكلة وقف التصدير سيمتد أثرها إلى البصل الأحمر، حيث تنخفض أسعاره لدى المزارعين بصورة كبيرة دون حد التكلفة التي تقترب من 70 ألف جنيه للفدان، تشمل إيجار الأرض و تجهيزها وتكاليف الزراعة والتسميد والري و الحصاد و غيرها، وهو ما سيتسبب لهم في خسائر مادية كبيرة.

تابع: الموسم المقبل وبدون حظر تصدير ستتراجع أسعار البصل بقوة، خاصة مع التوسع الكبير الملحوظ في المساحات التي تمت زراعتها بعد المستويات القياسية التي سجلتها في الموسم الماضي.

وتزرع مصر نحو 180 ألف فدان في المتوسط سنويًا من البصل الأحمر ، تنتج ما يقرب من 2.7 مليون طن، وتشتهر زراعته في محافظات الوجه البحري تحديدًا الغربية والشرقية.

أوضح رئيس لجنة البصل والثوم بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، عز جودة، لـ"العربية Business"، أن المزارعين الذي يخسرون في أحد المواسم بسبب عشوائية السوق وتخبط القرارات يعزفون عن زراعة المحصول نفسه في الموسم التالي، وهو ما يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية كما حدث مؤخرًا.

وسجل سعر كيلو البصل في ديسمبر الماضي أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 40 جنيها في أغلب أسواق التجزئة، قبل أن يتراجع حاليًا إلى مستويات سبتمبر السابق له عند مستويات تتراوح بين 25 و30 جنيها..

أضاف جودة، أن المجلس التصديري أبلغ وزارتي الزراعة والصناعة ومجلس الوزراء في شهر يونيو الماضي بضعف الكميات المتاحة بالأسواق على خلفية تراجع الإنتاج في الموسم الماضي..

فتح باب التصدير
قال جودة، إن الجميع مع حظر تصدير البصل الأحمر، لكن لا يُمكن استمرار حظر تصدير بصل "الفتيل" حتى نهاية مارس وفق القرار الأخير الذي أعلنته الحكومة، لأنه سلعة تصديرية بالأساس ولا تستخدمه الأسواق المحلية كثيرًا..

أشار إلى أهمية فتح باب التصدير أمام البصل الفتيلة بحلول منتصف فبراير المقبل بحد أقصى للقدرة على تصريف الإنتاج الجديد وقبل دخول موسم الإنتاج من البصل الأحمر في أبريل.

قال أحد الأعضاء بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية لـ"العربيةBusiness"، إن الشركات قدمت طلبًا إلى المجلس ليقدمه إلى الحكومة بهدف إعادة فتح باب تصدير بصل الفتيل، لكن لم يتم البت فيه بعد .

قال رئيس لجنة البصل والثوم في المجلس التصدير، إن الحكومة اتهمت التجار بالتخزين، رغم أنه من الطبيعي أن يتم تخزين البصل في "قش الأرز" بهدف تسويقه على مدار العام، وهذه هي الطريقة التقليدية للتخزين.

المشاركة على منصات التواصل: