كتير من المشتغلين بالزراعة يطلقون جملة "نزول النقطة" أو "وزن النقطة" على بداية سريان الماء فى الثمار وخاصة المانجو والعنب والموالح وبعض ثمار الفاكهة الاخرى وهو مدلول زراعي ( من وجهة نظرهم ) يعني تحول الانسجة الميرستيمية الداخلية في الثمار إلى عصير خلوي غزير وبداية الدخول فى مرحلة التحجيم السريع ، ويلجأ بعض المزارعين لتقليل او تصويم الأشجار فترة حتى نزول النقطة ثم يبدأون في إعطاء رية غزيرة ...
لكن ما معني "نزول النقطة" ... خلينا نشوف ...
#نزول_النقطة:
لا يوجد هذا المصطلح إلا في التقاويم المصرية، وهى مأثورة عن الفراعنة وتعد هي الوقت الطبيعي لفيضان النيل وقالوا أنه عندما تنزل النقطة يبدأ الفوران والزيادة في كل شيء حتى الزرع والأشجار والسوائل في الأواني وكل شئ فيه ماء أو سائل ودللوا على ذلك أن العجين الذي يتم عجنه بماء النيل في ليلة ما قبل نزول النقطة يفور ويختمر ذاتياً بدون إضافة خميرة عقب نزول النقطة حتى قيل قديماً أن اغلب فلاحي مصر لا يستعملون في خبز السنة كلها إلا خميرة النقطة، وهناك فارق كبير بين نزول النقطة ونزول نقطة السرطان.
حيث كانت مصر والدول الواقعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي على موعد يوم السبت (17 يونيو 2023) في الساعة الخامسة عصراً و٥٤ دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة في نزول نقطة السرطان وانتهت يوم 18 يونيو الساعة 8 و54 دقيقة مساءاً..
ومتوقع ان تكون مبكرة يوم هذا العام عن العام الماضي – يعني متوقع نزول نقطة السرطان يوم 16 يونيو 2024 ( الموافق يوم عيد الأضحى ان شاء الله – كل سنة وانتم جميعاً بخير ) ...
وكان قدماء المصريون يرصدون وقت نزول النقطة وكانوا يرصدون دخول الشمس لبرج السرطان حتى خروجها من برج العذراء.. ويوافقها 21 يونيو من كل عام "نقطة الجوزاء" ...
#وده_معناه_أيه_زراعياً ؟:
** تكون سرعة سريان العصارة النباتية داخل النباتات والاشجار فى اشد معدلاتها بالتالي تكون النباتات في اشد معدلات امتصاصها للماء والعناصر من التربة ... ويجب اخذ ذلك فى الاعتبار فى حسابات معدلات الرى والمقننات المائية والسمادية وتعويض النبات بكميات المياه اللازمة لكل مرحلة من مراحل النمو ... وزيادة معدلات الامتصاص يحدث اجهاد فسيولوجي للشعيرات الجذرية مما يجعلها عرضة للإصابة بفطريات التربة (اعفان جذور وذبول) ...
** تبدأ بعض الأشجار في اعداد وتكوين دورات النمو الصيفية (اللي بتكون كيان الشجرة من الأفرع والنموات او الدوابر والطرحات الثمرية للموسم القادم) .. وهنا مهم جدا وجود برنامج تغذية خاص بحيث لا يحدث تداخل بين ما هو موجه للنمو الخضري مع الموجه للنمو الثمري والتحجيم ...
** تبدأ الثمار (الفاكهة الصيفية) في زيادة الحجم بطريقة سريعة ، حيث انه في الطبيعي يحدث تناسق بين زيادة لحم الثمرة "اللب" وبين القشرة "جلد الثمرة" ... بالتالي هام جدا البدأ في برنامج التحجيم الآمن (وده في منشور كامل على صفحتي) ... للفاكهة الصيفية (المانجو – الرمان – التين – الزيتون – البلح – الكمثرى – التفاح – البرتقال - الليمون ...)..
** قصر فترات النمو الخضري للمحاصيل الحولية (محاصيل وخضر) واتجاهها نحو النمو الزهري والثمري .. بالتالي العمل على تغذية وتسميد المحاصيل بالأسمدة المتوازنة والبعد عن الازوت العالي خلال هذه الفترات حتى لا يحدث اما هياج للنمو الخضري على حساب الثمري (ازوت عالي) او تزهير مبكر على حساب النمو الخضري الاساسي (عدم توازن التسميد) ...
** نزول النقطة وزيادة معدلات الندى والرطوبة الجوية في الصورة الغازية وزيادة الرطوبة الحرة صباحاً على "عرش" النباتات .. بالتالي زيادة الظروف المناسبة لقيام دورات من الأمراض المحبة للرطوبة الحرة (بياض زغبي – انثراكنوز .. الخ) ..
** زيادة الطاقة الحرارية للأشعة الشمسية قصيرة الموجة بالتالي زيادة البخر نتج من النباتات وتعرضها للإجهادات الحرارية المعروفة ... ومنها زيادة ضراوة الاصابات الحشرية بالتحديد الثاقبة الماصة (الذبابة البيضاء – الجاسيد)...
وبالمناسبة يوجد مصطلح اخر دارج بين مزارعي الفاكهة اسمه وزن النقطة .. وهو مختلف عن نزول النقطة وان كان مرتبط به مناخيا ... ووزن النقطة معناه نزول الروح لتتحول الثمرة من تفل الي ماء (عصير) اي عندما تعصرها ينزل منها الماء ( العصير وان كان درجة السكريات أقل) عن الثمرة الناضجة طبعاً ..
دكتور محمد علي فهيم
7 ذو الحجة ١٤٤٥ هـ
13 يونيو 2024 م
6 بؤونة 1740 ق