كشفت وزارة الموارد المائية والري، عن خطتها لترشيد استهلاك مياه الري لمواجهة العجز في تلبية الاحتياجات المائية والبالغ 30 مليار متر مكعب رغم أن مصر تقوم بإعادة تدوير واستخدام مياه الصرف الزراعي والصحي بإجمالي 20 مليار متر مكعب من المياه وذلك عبر التوسع في سياسات توعية المزارعين ببرامج ترشيد استهلاك المياه للحد من العجز المائي وحل مشاكل الاختناقات في نهايات الترع وتحسين خواص ابتربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.
وتعتمد الخطة على 3 آليات للترشيد منها مراجعة التركيب المحصولي للزراعة المصرية بالتنسيق بين وزارتي الري والزراعة، والاعتماد على الإرشاد المائي والزراعي لتوعية المزارعين بمخاطر التوسع في زراعة المحاصيل الشرهة للمياه وخاصة محاصيل الأرز وقصب السكر والموز والتوجه نحو الزراعات الأقل استهلاكا للمياه والأعلى من ناحية القيمة الغذائية بالإضافة إلى التوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك المياه لمواجهة زيادة التحديات المائية.
ونظمت الوزارة، اليوم، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ورشة العمل الثانية ضمن المسابقة القومية للترشيد استخدامات المياه " حافظ عليها - تلاقيها"،وذلك لعرض 25 تجربه ناجحة للمزارعين في ترشيد استخدامات مياه الري واستخدام طرق الري الحديثة والتي تُسهم في دعم جهود الدولة لمواجهة العجز المائي للبلاد، وتعقد بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال مشروع"ووتر-ستار"، وفي إطار تنفيذ البرنامج القومي للحفاظ علي المياه وترشيد الاستهلاكات ، من خلال تشجيع الممارسات المميزة والايجابيات التي يقوم بها المزارعون.
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري والمشرف علي المشروع إن دوافع الانخراط في تنفيذه بسبب التحديات التي تواجهها مصر بسبب زيادة الطلب علي المياه لأغراض الشرب أو الزراعة فضلا عن تأثير التغيرات المناخية على محدودية الموارد المائية مشيرة إلى أن الأولوية تكون لتوفير مياه الشرب ثم الزراعة علي أن يتم التوسع في برامج ترشيد استهلاك مياه الري في الأغراض الزراعية لتلبية خطة الدولة في تحقيق الأمن الغذائي من جانب وزيادة إنتاجية المحاصيل وتوفير المياه من جانب أخر.
وأضافت رئيس قطاع التخطيط في تصريحات صحفية اليوم، أن هذه التحديات دفعت وزارة الري لتشجيع النماذج الناجحة من تجارب المزارعين بمختلف المحافظات والاستفادة منها في نقل هذه الخبرات إلى الزراعات الأخرى وتشجيعهم من خلال مسابقات لتكريم هذه النماذج.
وأوضحت "سيد"، أن المسابقة تأتى ضمن أنشطة المشروع، وتتضمن رفع الوعي بقضايا المياه والتركيز على إدارة النُدرة المائية وتطوير أساليب مواجهة التحديات المائية واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية والرى، وتحقيق التنمية المستدامة، سواء من خلال تبطين المساقي ،واستخدام نُظم الري الحديث، والشراكة مع قطاع تطوير الري لتقديم الدعم الفني، ودعم جهود المزارعين في إدارة المياه من خلال تشغيل وصيانة المساقي والترع الفرعية لافتة إلى أن التقييم يتم من خلال لجنة مشتركة بين وزارتي الري والزراعة لاختيار أفضل تلك الممارسات.
ومن جانبه، قال المهندس عماد محمود مدير المشروع أن الورشة تشهد عرض التجارب ال25 من الوجه البحري كمرحلة أولى ثم خلال أسبوعين سوف تعقد ورشه لعرض تجارب لمحافظات الوجه القبلي وعددهم 35 تجربة تقدمت للمسابقة، على أن تقوم اللجنة المسئولة عن التقييم بمنح درجات لاختيار التجارب المتميزة والتي سيتم مشاركتها ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثاني للمياه المقرر عقده تحت رعاية الرئيس الفترة من 20-24 أكتوبر القادم تحت عنوان " الاستجابة لندرة المياه ".
أضاف مدير المشروع أن أهم التجارب التي سيتم عرضها على مدار يومين تتضمن الري بالتنقيط في أرض طينية لزراعة المانجو والخوخ، والعنب وتحميل الشجر بزراعات موسمية "23 فدان" مانجو وخضروات " 25 فدان " استخدام نظم الري الحديث لزراعه الفاصوليا والاناناس والطماطم "7 افدنة" و50 فدان فواكه، وتحول من الري التقليدي للتنقيط "12 فدان "،وإنشاء مراوي بالجهود الذاتية واستخدام الكارت الذكي في ترشيد المياه والكهرباء مع نظم الري الحديثة، وكذلك استخدام عداد كهرباء مسبوق الدفع في 11 فدانا.
أوضح "محمود" أن استعراض التجارب من قبل المزارعين أنفسهم أمام اللجنة يسهم في تبادل الخبرات، والمعلومات بين المزارعين حول مختلف التجارب المعنية بترشيد استخدامات مياه الري وتقديمها، وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، للترشيد باستخدام الإجراءات المناسبة لكل منطقة لترشيد استخدامات مياه الري.