دعم لوجيستى كبير لخدمة تصدر الفاكهة المتميزة التى تنتجها عدد من المزارع بمحافظة الأقصر، وذلك بوجود واحدة من أكبر وأضخم محطات التعبئة والتغليف للفاكهة المجهزة لتقديمها للتجار بالدول الأوروبية والعربية أيضاً، فالتصدير يعتبر عامل أساسى فى موسم حصاد "العنب" الفاخر ويتم تجهيزه وتعبئته بأحدث الوسائل المتطورة داخل محطة الأقصر للتعبئة والتغليف والتى تقع على بعد لا يزيد عن 5 كيلو عن مطار الأقصر الدولى لتسهيل عملية الشحن والنقل للخارج.
المحطة العالمية الخاصة بتعبئة وتبريد محصول "العنب" بمدخل منطقة المدامود بمحافظة الأقصر، أنشأت برعاية جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية بعد الحصول على الموافقات وتخصيص الأرض لبناء محطة التبريد فى عام 2007 بالقرب من المطار الدولى الأقصر، وتبعد مسافة أقل من 230 كيلومترا من الميناء البحرى بسفاجا والذى يساهم فى تصدير المحصول للخارج، وتصل السعة التخزينية لها 90 طن مترى/اليوم من سلع طازجة ذات جودة عالية، وتسير بخطة عمل حوالى 244 يوما على مدار العام لحفظ المحاصيل الزراعية الطازجة، كما تم إنشاء قاعدة للصادرات المحلية لبناء القدرات الشاملة للمصدرين المحليين إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتدريب المصدرين الحاليين على الفرص المتوفرة فى صعيد مصر.
وفى هذا الصدد يقول المهندس خالد المنوفى عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، أن قطاع الزراعة يشهد اهتماماً ملحوظاً وتطوراً كبيراً بالمحافظة، موضحاً أنه تم إنشاء أكبر محطة لتبريد وتعبة وتغليف محصول العنب الفاخر للتصدير للخارج بطريق مطار الأقصر الدولى ومدينة طيبة، وذلك لخدمة سوق التصدير للخارج وفتح مجال أكبر لخدمة المزارعين وتحقيق أعلى استفادة من محصول العنب المميز بالمحافظة، موضحاً أنه طالما عانت محافظة الأقصر وجنوب الصعيد بأكمله خلال السنوات الماضية من ركود فى مجال تسويق وتصدير المنتجات الزراعية المميزة التى تنتجها التربة الخصبة بهذه المناطق المميزة من جمهورية مصر العربية، وخلال عام 2007 قدمت وزارة الزراعة بالتعاون مع محافظة الأقصر دعم كبير لجمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (HEIA) فى القضاء على تلك الأزمة، وذلك عبر بناء أكبر وأضخم محطة للتبريد ومركز للتدريب فى طريق مطار الأقصر الدولى، وذلك بهدف تعزيز المشاركة والفوائد التى تعود على الآلاف من أصحاب الحيازات الصغيرة فى سلاسل القيمة العليا وتصدير الفواكه الطازجة إلى المناطق المستهدفة فى القاهرة.
ويضيف وكيل زراعة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أنه حصلت الجمعية على الموافقة بتخصيص الأرض لبناء محطة التبريد فى عام 2007 بالقرب من المطار الدولى الأقصر حيث أن الهدف لإنشاء تلك المحطة جاء لزيادة دخل المئات من الأسر بالصعيد من خلال دمجهم فى سلسلة بستانية عالية القيمة، موضحاً أنه تم تقديم كافة أوجه الدعم للجمعية وأعضائها الذين يبحثون عن نظم التسويق الشاملة التى ستوسع كثيرا من مهارات وقدرات صغار المزارعين فى صعيد مصر، لتلبية احتياجات المصدرين، وأنها تساهم فى تحقيق الأمن الغذائى وتعزيز قدرات المزارعين وربطها بسلاسل القيمة الزراعية لتحسين الوصول والاستجابة لاحتياجات الأسواق، من خلال بناء روابط مباشرة مع المصدرين والمصنعين وتوسيع دائرة المنتجات الطازجة المصدرة من صعيد مصر، قائلاً أن وجود تلك المحافظة فى الأقصر يعزز فرص العمل فى المناطق الريفية وغير الريفية ويقلل من خسائر الإنتاج باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى تحسين استخدام الأصول، وإدخال تكنولوجيا إنتاج غذاء مبتكرة لضمان التنمية المستدامة وحماية البيئة، حيث أن الأقصر لديها إمكانات كبيرة ومتنوعة فى قطاع الحاصلات الزراعية، وهو ما يؤهلها للدخول بقوة فى مجال التصنيع الزراعى لهذه الحاصلات، لافتا إلى أهمية تضافر جهود كافة الأجهزة المعنية سواء الحكومية مثل وزارتى التجارة والزراعة وغير الحكومية مثل المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية وغرفة الصناعات الغذائية والمجلس التصديرى للصناعات الغذائية لدفع وتنمية هذا القطاع وزيادة صادراته إلى مختلف الأسواق الخارجية.
ويؤكد المهندس خالد عبد الراضى، أن هذا الدعم لمجالات الحاصلات الزراعية ودعم التصدير للخارج شمل أيضاً مؤخراً إنشاء مركز إعادة التأهيل الوظيفى بمديرية الزراعة بالأقصر، وإنشاء وحدة لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية والتى تقدم خدماتها مجاناً، وذلك بالإضافة إلى مشروع تطوير الرى الحقلى لمساحة 4000 فدان بمركز الطود بتمويل قدره 60 مليون جنيه، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً تشغيل محطة تعبئة وفرز وتدريج الصادرات الزراعية بطفنيس، لافتاً إلى قيام المحطة بالفعل بتصدير حاصلات زراعية مثل الطماطم المجففة، والكنتالوب، والقرع العسلى، والبطيخ، والبطاطا، والعنب، والمانجو، والتمور، إلى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية والآسيوية، وذلك إلى جانب إنشاء 8 مناشر تجفيف للطماطم.
ويقول المهندس حجاج محمد التهامى مسئول مزرعة بمحافظة الأقصر، أن محصول العنب مطلوب بشدة فى الدول الأوروبية حتى تتصدر بريطانيا المرتبة الأولى فى استيراد العنب المصرى بنسبة تصل إلى 24%، ثم 18% لصالح هولندا، و12% لروسيا، و8% لألمانيا، و7% للسعودية، موضحاً أن مديرية الزراعة بالأقصر تقدم كافة أوجه الدعم لكافة المزارع المختلفة بتوفير كافة المبيدات والأسمدة وخلافه بالجمعيات الزراعية المختلفة بأسعار منافسة لمثيلتها بالسوق السوداء، وذلك لضمان تقديم أفضل منتجات ومحاصيل تخدم الأهالى بصورة جيدة دون الإضرار بصحتهم بمواد مجهولة المصدر كالموجودة فى الأسواق السوداء، مؤكداً على أن المديرية توجه كافة الدعم لكل مزراع محصول العنب حتى الحصاد حيث يتم التأكد من خلال المتابعة الميدانية لمزارع تصدير العنب ومراعاة فترة الأمان قبل الحصاد ومعايرة أجهزة الرش وغسلها عقب عمليات الرش، وضرورة تطبيق برامج مكافحة فعالة لمكافحة الآفات الزراعية، كما يتم التأكد من آليات الرقابة على تصدير العنب المتبعة التحليل الدورى للمزرعة قبل التصدير، من خلال تطبيق عدة اشتراطات يجب توافرها فى محطة تعبئة العنب تضمن سلامة المنتج أثناء التعبئة للتصدير وعدم تعرضه لأى مصادر تلوث.
ويضيف المهندس حجاج محمد لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة تقوم باتخاذ عدة إجراءات يتم اعتمادها فى تطبيق منظومة فحص ومتابعة الصادرات المصرية خاصة من الخضر والفاكهة تزيد من قدرة مصر على النفاذ للأسواق الدولية، موضحا أنه أثناء الموسم التصديرى، يتم سحب عينات عشوائية من المزارع ومحطات ومراكز التعبئة للتحليل، للتأكد من عدم استخدام مبيدات غير مصرح بها، وأن نسب متبقيات المبيدات فى حدود المسموح بها وتطبيق الأكواد والباركود للمنتجات المصدرة، لضمان التوصل إلى المصدر والمحطة المعدة فيها المنتج والحقل المنتجة منه فى حالة مخالفة الاشتراطات فى الخارج، موضحاً أنه من أبرز أنواع محصول العنب التى يتم زراعتها فى الأقصر "الفيلم" وهو نوع أحمر وليس به ذور، و" الكريمسون" فهو غير بذرى أيضاً ولونه أحمر، و"السوبيريور" فهو لونه أبيض وغير بذرى أيضاً، و"الطومسون" لونه أبيض وغير بذرى، ولكل نوع فترة محددة للزراعة والحصول على المنتج النهائى لتقديمه للجمهور وبيعه للتجار فى الشوادر وكذلك تصديرها للخارج.