التغير المناخي قد يؤدي لهجرة 6 ملايين نسمة من الدلتا

التغير المناخي قد يؤدي لهجرة 6 ملايين نسمة من الدلتا

حذر الدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الزراعة والغذاء التابع لأكاديمية البحث العلمي، من تأثير التغيرات المناخية على مصر، خاصة القطاع الزراعي، في ظل التوقعات بارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط، بسبب ارتفاع حرارة الأرض، مشيرا إلى أنه في حالة ارتفاع منسوب مياه البحر مترا سوف يسبب ذلك هجرة 6 ملايين نسمة من شمال الدلتا وتأثيرا سلبيا كبيرا على المنشآت الصناعية في هذه المناطق، وسوف تطل مدينة المحلة الكبرى على البحر المتوسط وتتحول إلى "مصيف".


وأضاف البلتاجي في عرضه لمخاطر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي وتحديث استراتيجية الزراعة المصرية، أمام مجلس بحوث الزراعة والغذاء التابع لأكاديمية البحث العملي، أنه في حالة ارتفاع منسوب مياه البحر 50 سم فقط، فيعني ذلك هجرة 3 ملايين نسمة من المناطق المتضررة من مخاطر هذه التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن مشروعات حماية الشواطئ لن تواجه مخاطر ارتفاع منسوب مياه البحر لأنها مثل من يضع إصبعه في "شرخ" في جدار أو حائط كبير.


وأشار وزير الزراعة الأسبق ورئيس مجلس الزراعة والغذاء إلى أن مخاطر التغيرات المناخية على شمال الدلتا سوف تمتد إلى تداخل خطير للمياه الجوفية العذبة مع مياه البحر المالحة مما ينعكس على ارتفاع معدلات الملوحة في التربة لمسافة تتجاوز 35 كم في شمال الدلتا، وهو ما ينعكس على ضرر بالغ على الزراعة المصرية وإنتاجية المحاصيل.


وكشف "البلتاجي" عن أن تأثير المناخ سيمتد أيضا إلى مخاطر نقص الإنتاجية وزيادة الفاقد من المحاصيل الزراعية بمعدل يصل إلى 50% لمحاصيل الحبوب، فضلا عن الفاقد في الإنتاج الحيواني والسمكي بسبب ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض وزيادة استهلاك المياه في الزراعة وانخفاض معدلات هطول الأمطار في المناطق المتضررة، وارتفاع معدلات الجفاف وزيادة الطلب على المياه بسبب الزيادة السكانية التي سوف تلتهم خطط زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي مما ينعكس على زيادة أعداد الجوعي والذين يعانون من نقص التغذية.


ولفت وزير الزراعة الأسبق إلى أن مخاطر الزيادة السكانية سينعكس تأثيرها على الأمن الغذائي ويرتبط بالاستقرار السياسي والاقتصادي، مشيرا إلى أن الدول النامية ستكون الأكثر تضررا من تغير المناخ وضعف القدرة على الأقلمة، وأهمية الحاجة إلى رؤية مستقبلية، تواجه تأثير المناخ على معدلات الفقر والجوع بسبب ضعف الإنتاج.


وشدد البلتاجي على أهمية تطبيق الأنظمة الحديثة لتطوير الزراعة باستخدام تقنيات النانو والطاقة المتجددة والزراعة الذكية، والتوجه نحو استخدامات الهندسة الوراثية، والإدارة المزرعية الجيدة اعتمادا على نظم ري حديثة تناسب مناطق الزراعة، واستنباط سلالات جديدة أقل استهلاكا للمياه وأكثر تحملا لدرجات الحرارة والجفاف والملوحة والأمراض، والاستفادة من تجارب المركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة "إيكاردا" وبنك الجينات التابع له في تطوير الأصول الوراثية المناسبة لكل منطقة.


وشدد وزير الزراعة الأسبق على أهمية دعم دور معهد الهندسة الوراثية التابع لمركز البحوث الزراعية وعدم تركه دون الاستفادة من بحوثة المتطورة في مجال استنباط أصناف من المحاصيل الغذائية ذات الأهمية الكبيرة في مواجهة مخاطر المناخ وتتحمل الجفاف والملوحة وأكثر مقاومة للأمراض، مشيرا إلى أهمية إصدار التشريعات والقوانين التي تسمح بتداول المحاصيل المهندسة وراثيا وفقا للمعايير المعتمدة دوليا والتي تحقق الأمن الغذائي.


ولفت إلى أهمية مواصلة تنفيذ المشروع القومي لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية لتوفير ١٠ مليارات مكعب وإضافة ٥٠٠ ألف فدان للرقعة الزراعية، البالغة ٨.٧ مليون فدان منها مليون فدان تتم زراعتها بالمحاصيل البستانية، ومواجهة مخاطر المساحات القزمية في الدلتا ووادي النيل والتي تؤثر سلبيا على الصادرات الزراعية.