رصدت «المصرى اليوم» بدء موسم حصاد «البنجر» بمشروع المليون ونصف المليون فدان، غرب غرب المنيا، والذى يساعد فى سد احتياجات مصر من السكر، والتصدير للخارج، وأطلقوا عليه «المنجم الأبيض»، إذ من خلاله تتم زراعة محصول البنجر لاستخلاص السكر والأعلاف بإنتاجية عالية تتجاوز 23 طنا للفدان، بزيادة 4 أطنان عن الإنتاجية بالأراضى داخل الوادى.
وأكد المشاركون ببداية موسم الحصاد داخل المزرعة النموذجية الاسترشادية، التابعة لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، أن المشروع نقلة حضارية لإعمار الصحراء الغربية، وفرصة كبير للاستثمار الزراعى بأقل تكلفة وأكثر ربحية، حيث يتم العمل به بنظام الميكنة الزراعية الحديثة من بداية تجهيز الأرض حتى الحصاد ونقل المحصول، مطالبين بالانتهاء من البنية التحتية وتوصيل التيار الكهربائى للمشروع بدلا من العمل بنظام الديزل، بالإضافة الانتهاء من رصف شبكات الطرق الداخلية.
وأعلن الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس إدارة المحاصيل السكرية، أن زراعة البنجر بالصحراء الغربية «غرب غرب المنيا» نقلة حضارية وطريق لسد احتياجات مصر من السكر، حيث إن محصول البنجر استراتيجى، مؤكدا أنه جار إنشاء مصنع تابع لشركة القناة بتمويل إماراتى سيتم تشغيله العام المقبل، بطاقة 450 ألف طن سكر، وبذلك سوف نصل إلى الاكتفاء الذاتى من إنتاج السكر. وأضاف أن المستهدف العام المقبل زراعة 7 آلاف فدان لإنتاج 30 طن بنجر للفدان، وبنسبة سكر 20%، حيث يوفر طن البنجر 150 كيلو جرام سكر، بينما طن قصب السكر ينتج 110 كيلو جرامات سكر، مؤكدا أن فدان بنجر ينتج 3.5 طن سكر بقيمة 25 ألف جنيه، بالإضافة إلى العلف والمولاس ونسبة كل منهما 5% من الطن، حيث يصدر العلف للخارج بسعر 180 دولارا للطن للعلف، و120 دولارا لطن المولاس. وتابع: «عبد الجواد»: «نحتاج سنويا إلى 3.2 مليون طن سكر، والإنتاج محلى 2.4 مليون طن، منها 1.5 طن بنجر سكر، و900 ألف طن قصب السكر، ونستورد من الخارج 800 ألف طن، والعام المقبل وعقب تشغيل مصنع القناة بغرب غرب المنيا، سيتم الاكتفاء الذاتى محليا، بل يمكن التصدير للخارج». ووصف الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، المشروع بالمنجم الأبيض، لتمتعه بنسبة سكر عالية، وبتكلفة أقل وتقاوى عالية لخلوة من الأتربة العالقة بالمحصول فى أراضى الدلتا، موضحا أن الزراعة السنوية بمشروع المليون ونصف المليون فدان تحسن التربة وتمنحها خواص التربة القوية للأعوام المقبلة.
وقال الدكتور أيمن عبد العال، المدير التنفيذى للمزرعة، المشروع عبارة عن مزرعة استرشادية لاستزراع 400 ألف فدان غرب غرب المنيا، ضمن مشروع المليون و500 ألف فدان، حيث تمت زراعة العام الماضى 3 محاصيل، البنجر 625 فدانا، والقمح ألف فدان، والكانولا «الزيت» ألف فدان، ونظرا لزيادة إنتاجية البنجر فتمت زراعة 3350 فدانا، وألف فدان قمحا، دون زراعة محاصيل أخرى، رغم مخاطر الجو بالمنطقة والظروف المناخية الصعبة.
وأكد أن من أوليات الزراعة فى المنطقة هى البنجر، لزيادة إنتاجيته وزيادة نسبة السكر به، وبهدف التوسع فى الاستثمار بالأراضى الجديدة، وترك مساحات بالوادى لزراعة القمح والمحاصيل الأخرى، مؤكدا أن نسبة استهلاك المياه فى الأراضى الصحراوى لزراعة البنجر تعادل 50% من الزراعة بأراضى الوادى. وكشف «عبد العال» عن تشغيل أول مصنع بالمنطقة تابع لشركة القناة بطاقة 9 آلاف طن سكر يومى، حيث تشمل المرحلة الأولى 18 ألف طن يوميا، والمرحلة الثانية 36 ألف طن يوميا، لإنتاج 900 ألف طن سكر لسد احتياجات مصر من السكر، بالإضافة إلى العمل الميدانى بدلا من نقل المحصول للمصانع المجاورة لأبوقرقاص بالمنيا، والفيوم، والنوبارية. وطالب بضرورة الانتهاء من البنية التحتية بالمشروع.
وقال الدكتور مؤمن فرحات زايد، مدير إدارة الصيانة بالمزرعة، إن المستهدف زراعة 20 ألف فدان، وقد تمت زراعة 4400 فدان هذا الموسم، منها 3350 فدان بنجر، و1100 فدان قمح، بمصادر مياه 80 بئرا، حيث يتم توريد محصول البنجر إلى 3 مصانع، سكر أبوقرقاص، الفيوم، النوبارية.
وأضاف: «العمل بالمزرعة بنظام الآلة الزراعية، من خلال جهاز رى محورى لمساحة 125 فدانا، و7 أبراج ووصلة طائرة، وطلمبة غاطس أعمال 150 حصانا معدل تصرفها 180 مترا مكعبا فى الساعة، ومولد 300 كيلو فولت أمبير ولوحة تحكم للطلمبة الغاطس، وتعد منظومة رى محورى، حيث يوجد 80 وحدة وماكينتى حصاد نظام جيرما، بالإضافة إلى توافر معدات لنقل المحصول إلى موقع التجميع والتعبئة بالسيارات للنقل للمصنع».
وأكد الدكتور عادل الأشهر، رئيس قطاع الزراعة الآلية بمركز البحوث الزراعية، أن المشروع يشمل 80 بيفوت «جهاز الرى» ويروى الجهاز الواحد 91 فدانا، ويعمل بكامل طاقته العام المقبل لرى 124 فدانا. وقال المهندس سعيد فؤاد الصياد، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية، إنه تم استحداث آلة تقطيع البنجر آليا، ملحقا بها آلة تقطيع العرش، لإزالته قبل التقطيع، ونقلها بمقطورة زون وتحميله فى مقطورة لنقله إلى مناطق التحميل والمصنع، ويمكن التحميل مباشرة للمصنع من موقع الحصاد.
وقال الدكتور صالح الخالد، باحث بمركز البحوث الزراعية، إن المشروع يعد نقلة جديدة لتوفير المياه والاعتماد على المياه الجوفية بالصحراء الغربية، حيث تقل نسب الاستهلاك بالرى الحديث بنسبة 50% عن الرى بالغمر فى الأراضى داخل الوادى.
وأوضح المهندس عفت محمد عبد الحى، مدير إدارة الزراعة بمصنع سكر أبوقرقاص، أنه تم التعاقد مع مركز البحوث الزراعية على توريد محصول ألف فدان إلى مصنع السكر بأبوقرقاص ضمن 3 مصانع سيتم التوريد لها بمتوسط إنتاجية من 22-23 طنا للفدان، بإجمالى 23 ألف طن لمصنع أبوقرقاص، مؤكدا أن فترة التوريد مستمرة ليونيو المقبل.
وقال المهندس عصام الصاوى، رئيس قطاع شؤون الزراعة بشركة السكر، إن مرحلة الحصاد والنقل والتوريد للمصنع مستمرة حتى يونيو المقبل بمتوسط إنتاجية 23 طنا للفدان، بإجمالى 75 ألف فدان، ويتم خلالها استخلاص 12 ألف طن سكر والباقى مولاس وأعلاف.