«الزراعة» تدرس تطوير الغابات الشجرية بالوادي الجديد لتحقيق أعلى عائد اقتصادي

«الزراعة» تدرس تطوير الغابات الشجرية بالوادي الجديد لتحقيق أعلى عائد اقتصادي

قام رئيس قطاع الإرشاد الزراعي الدكتور علاء عزوز، على رأس وفد من وزارة الزراعة، بزيارة إلى محافظة الوادي الجديد؛ لتفقد الغابات الشجرية والمشاتل التابعة للوزارة بالمحافظة، للوقوف على حالتها، وتحديد أنسب الطرق لإدارتها بأسلوب متطور يحقق أعلى عائد اقتصادي، بالتعاون مع المحافظة.

وتلقى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير تقريرًا من الدكتور علاء عزوز حول الزيارة التي قام بها الوفد إلى مراكز ومدن محافظة الوادي الجديد، التي تزيد مساحتها على 440 ألف كيلو متر، في سبيل بحث تحقيق المزيد من التنمية الزراعية المستدامة بالمحافظة.

وقال رئيس قطاع الإرشاد الزراعي -في تقريره- إنه في مستهل الزيارة، تم عقد لقاء مع محافظ الوادي الجديد محمد الزملوط، الذي رحب بممثلي الوزارة، وأشاد بالعلاقات الجيدة التي تربط بين المحافظة والوزارة، والتعاون الدائم في تنفيذ المشروعات التنموية الزراعية كافة من أجل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

وأضاف أنه تم التأكيد -خلال اللقاء- على تكليف وزير الزراعة بالتعاون التام مع المحافظة، والتعرف على متطلبات المرحلة القادمة، ودراسة أوجه التعاون، لا سيما في مجال الغابات الشجرية والمشاتل والمزارع التابعة للإدارة المركزية للتشجير والبيئة، لافتًا إلى أنه تمت مناقشة الموقف الحالي لهذه الأصول وحالتها.

وأشار رئيس قطاع الإرشاد الزراعي إلى أن هناك أربعة مراكز إرشادية متطورة مكتملة الجهاز الإرشادي، في مديريات الزراعة بمدن الخارجة، وبلاط، وموط، والقصر، تم الوقوف على اللمسات النهائية لها، حيث من المقرر افتتاحها خلال احتفالات العيد القومي للمحافظة في سبتمبر المقبل، وتُعد نموذجًا متميزًا من حيث مستوى المباني والتشطيبات والأثاث، ومؤهلة للقيام بالدور الفعَّال الذي أُنشئت من أجله، وتقديم كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي لمزارعي المحافظة، لتنفيذ الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة لزيادة الإنتاجية، وتحسين جودة الإنتاج الزراعي، ورفع مستوى معيشتهم، موضحًا أنه من المقرر أيضًا تطوير ورفع كفاءة المركز الإرشادي بقرية بولاق، للقيام بدوره الإرشادي على أعلى مستوى.

وأوضح أنه قام والوفد أيضًا بزيارة عدد من مزارع النخيل بمنطقة بئر الخارجة، بحضور مجموعة من المستثمرين الزراعيين والمصدرين، للتعرف على كميات ونوعية التمور القابلة للتصدير خلال الفترة القادمة، وكذلك تم التوجه إلى مجمع التمور بالمحافظة، الذي تم رفع كفاءته وتطويره بمنحة قدرها 13 مليون جنيه من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وذلك في إطار اهتمام جائزة خليفة الدولية بتحسين جودة تمور المحافظة، وزيادة جودة الصادرات، بهدف تحسين دخل مزارعي ومصنِّعي التمور بالمحافظة، حيث تم تفقد حالة الإنتاج، والتعرف على مراحل الفرز والتعبئة والتغليف.

وتابع عزوز أنه تمت أيضًا زيارة الغابة الشجرية بمدينة الخارجة، البالغ مساحتها 315 فدانًا، من بينها مساحة 215 فدانًا منزرعة كمرحلة أولى، و100 فدان جارٍ زراعتها، منوِّهًا بأنه تمت كذلك زيارة مشتل الخارجة التابع للإدارة المركزية للتشجير والبيئة، البالغ مساحته 4 أفدنة، ويضم 4 صوب على مساحة 3 أفدنة.

وألمح إلى أنه تمت متابعة الأعمال الخاصة بالصوب الموجودة داخل ديوان مديرية الزراعة بالوادي الجديد، حيث توجد صوبتان؛ إحداهما تابعة للإدارة المركزية للبساتين، والثانية تابعة للإدارة المركزية للتشجير والبيئة، لافتًا إلى إمكانية زيادة الاستفادة منهما، وتحقيق عائد مجزي.

وأشار عزوز إلى أنه تمت كذلك زيارة مزرعة وغابة موط 4، ومشتل موط 1، حيث تبلغ مساحتها 700 فدان، ويتم من خلال الغابة إنشاء غابات شجرية وزراعتها بنباتات الوقود الحيوي (الجوجوبا والجاتروفا)، بالتعاون مع الإدارة المركزية للتشجير والبيئة بوزارة الزراعة، وذلك بهدف تحقيق عائد اقتصادي، وخلق فرص عمل للشباب.

وأكد أنه تم تنفيذ برنامج رفع الكفاءة بالمزرعة، حيث تم إحلال وتجديد وحدة رفع واحدة، وصيانة وحدات التشغيل والتحكم، وتجديد لوحة التحكم، وكذلك إحلال وتجديد محطة الفلاتر، وتنفيذ 18 فدانًا جديدة بالشبكة بنظام الري بالتنقيط بتكلفة 1.5 مليون جنيه، وكذلك إخلاء 20 فدانًا من الأشجار الميتة لتتم زراعتها من جديد.

وأردف رئيس قطاع الإرشاد الزراعي قائلًا إنه تم أيضًا تفقد المزرعة السمكية النموذجية الإرشادية بقرية القلمون بمركز الداخلة، وتتبع الهيئة العامة للثروة السمكية، وتبلغ مساحتها حوالي 25 فدانًا، المستغل فعليًا منها 12 فدانًا مقسمة على 12 حوضًا، تم الانتهاء من 6 أحواض كمرحلة أولى في عام 2019، والمرحلة الثانية بها 6 أحواض تم الانتهاء منها بداية هذا العام.

وأضاف عزوز أنه تفقد غابة الراشدة، البالغة مساحتها 100 فدان، منزرع منها حوالي 14 فدانًا بأشجار كايا، وكازورينا، وصنوبر، وسرو، وكافور ليموني، وتاكسيديوم، وخروب، وترمناليا، لافتًا إلى أن الأشجار وصلت لعمر القطع والبيع كأخشاب، ومن المقرر أن يتم البدء في الإجراءات اللازمة لبيع الأشجار لإخلائها، تمهيدًا لإعادة زراعتها.

وتابع أن الزيارة شملت تفقد مزرعة تتبع إحدى الجمعيات الأهلية، تبلغ مساحتها حوالي 100 فدان، منها 70 فدانًا منزعة نخيل صعيدي، وبإجمالي 3 أفدنة صوب زراعية منزرعة بالخضر، وجزء منها يتم تجهيزه لزراعة العروة الخريفية، وكذلك تمت زيارة شركة لأحد المستثمرين بقرية القلمون، مساحتها 500 فدان تروي بنظام الري المحوري، منزرعة بها المحاصيل الحقلية، فضلًا عن حوالي 3000 نخلة من الصنف الصعيدي.

ونوَّه عزوز بأن الزيارة شملت أيضًا تفقد إدارة التجارب الزراعية بمدينة موط والتابعة للإدارة المركزية لمحطات البحوث والتجارب الزراعية، للوقوف على البرامج والتجارب البحثية التي تمت من خلالها، وكذلك زيارة المجلس الزراعي الاستشاري، حيث تم استعراض أهم المنتجات، ومن أهمها عسل النحل، وزيت الزيتون، حيث يقوم المجلس الزراعي الاستشاري بموط بمتابعة مراحل الإنتاج والتسويق.

وأوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أنه في آخر أيام الزيارة، التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، توجَّه وفد وزارة الزراعة إلى مركز باريس، حيث تم تفقد البئر 33/3 بمنطقة درب الأربعين بمركز باريس والتابعة للإدارة المركزية للتشجير والبيئة، والبالغة مساحتها الإجمالية حوالي 84 فدانًا، منها 41 فدانًا منزرعة، من بينها 23 فدانًا منزرعة بالنخيل بإجمالي 1500 نخلة، منها 850 نخلة برتمودا عمرها خمس سنوات، و650 نخلة صعيدي عمرها ثماني سنوات، و18 فدانًا منزرعة بالزيتون بنظام الري بالتنقيط، مبينًا أنه سوف يتم التعاون مع المحافظة في إدارة هذه المزرعة.

ولفت إلى أن الوفد تفقد أيضًا مزرعة مملوكة لأحد المستثمرين، على مساحة 500 فدان منزرعة بالنخيل، والعنب، والموالح، والبرسيم، تُروى بنظام الري بالتنقيط، فضلًا عن أشجار الفاكهة، والمحاصيل الحقلية، بنظام الري بالرش، كما تضم المزرعة حوضًا لتربية الأسماك.

وألمح عزوز إلى أن الوفد زار كذلك مزرعة أحد المستثمرين بنفس المنطقة، مساحتها 12500 فدان، المنزرع منها 1600 فدان، منزرعة بالجوجوبا محمّل عليها بطيخ لب، ويتم ري المزرعة بنظام الري بالتنقيط، وتعمل البئر بالطاقة الشمسية، منبّهًا إلى أن الإدارات الزراعية بالوادي الجديد تقدم الخدمات الإرشادية والدعم الفني لهؤلاء المستثمرين.

وأكد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن المشروعات الزراعية بالمحافظة تهتم بالتوسُّع في استخدامات الطاقة الشمسية كمصدر للطاقه بدلًا من الكهرباء والسولار في استخراج المياه من الآبار، وكذلك التحوُّل إلى نظم الري الحديثة (الري بالتنقيط، والرش، والري المحوري)، ونظم الزراعة الحديثة والزراعات غير التقليدية التي تتناسب مع طبيعة المنطقة، مثل النباتات الطبية والعطرية، والجوجوبا، والجاتروفا، لإنتاج الوقود الحيوي، والمحاصيل التصديرية والتصنيعية، وعلى رأسها التمور، وتطويرها، وتصنيعها، كما أن هناك توسعًا في الزراعات المحمية.