وتواجه الزراعة فى مصر العديد من التحديات، نظرًا لعدة أسباب، على رأسها الزيادة السكانية، لذلك تتجه الدولة وفقًا لخطة جادة نحو تطبيق نظم الزراعة الحديثة، لزيادة الإنتاج وخفض التكاليف، والمضى قدمًا بعجلة التنمية الحضرية للأمام.
ومن أوجه هذا التعاون بين الإنتاج الحربي والشركات العالمية، التصنيع المشترك لمعدات تحريك التربة، عبر مشاركة بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) وشركة «أمكودور» البيلاروسية، بموجب اتفاقية التعاون التى تم توقيعها فى أغسطس 2019 بين كل من الهيئة القومية للإنتاج الحربى و(مصنع 200 الحربي) وشركة أمكودور البلاروسية والمصرية للتنمية الزراعية والريفية، ومن أمثلة معدات تحريك التربة التى سيتم تصنيعها وتجميعها بمصنع 200 الحربى (اللودر المتوسط، الهراس، الكلارك).
وبحسب تقرير لوزارة الإنتاج الحربى تختص به «المال»، هناك خطة للتصنيع المحلى على مدار (3) مراحل تمتد من 2019 وحتى 2024، تسعى الوزارة من خلال هذه الشراكة إلى الوصول بعمق التصنيع لإنتاج قادوس اللودر بمختلف أحجامه إلى %10 وذلك فى المرحلة الأولى (خلال الفترة من 2019-2020).
وأشار التقرير إلى أن وزارة الإنتاج الحربي تستهدف الوصول فى المرحلة الثانية بعمق التصنيع لإنتاج أذرع التحميل وغيرها من الآليات إلى نسبة أكثر من %20 خلال الفترة من 2020-2022، إلى جانب الوصول فى المرحلة الثالثة والأخيرة بعمق التصنيع لإنتاج أجزاء شاسيه اللودر «الهيكل والرفارف والآليات» إلى نسبة تتعدى %25 وذلك فى الفترة من 2022-2024.
وذكر التقرير، أن مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات يقوم بتجهيز خط الإنتاج، فيما تقوم شركة أمكودور البيلاروسية بتدريب العاملين بالمصنع على أعمال التجميع والتصنيع والإنتاج.
«المصرية للتنمية الزراعية والريفية» ستتولى التسويق فى المعارض المختلفة على مستوى الجمهورية
وفيما يتعلق بتسويق معدات تحريك التربة من إنتاج (مصنع 200 الحربي) ستقوم الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية بالتسويق فى المعارض المختلفة والمحافظات على مستوى الجمهورية.
وتسعى وزارة الإنتاج الحربى إلى تصدير هذه المعدات والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى الذى يقع على البحرين المتوسط والأحمر، وكذلك الميزة التنافسية التى تتميز بها مصر من خلال عقدها عدة اتفاقيات مع عدد من الدول خاصةً الدول الأفريقية بما يسمح بدخول منتجاتها لهذه الأسواق الخارجية.
وبدأت مصر إنشاء مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات التابع للهيئة القومية للإنتاج الحربى عام 1987 بمنطقة أبو زعبل على مساحة 660 فدان، وبدأ إنتاجه عام 1992، وذلك فى ضوء الاتفاق بين مصر وأمريكا للإنتاج المشترك لدبابة القتال الرئيسية M1A1 Abram، وهو يعنى بشكل أساسى بتلبية احتياجات القوات المسلحة من دبابات ومدرعات ومركبات وغيرها من المعدات العسكرية.
وتتمثل أبرز الأنشطة المدنية التى يشارك بها مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) فى (8) مشروعات هى: المركبات الكهربائية، وإنتاج خزانات التطهير والتعقيم المستخدمة فى تطهير وتعقيم الشوارع والميادين والمنشآت الحيوية والعامة لموجهة جائحة كورونا، وتنفيذ أعمال الإنشاءات المعدنية للمصانع، وتصنيع عربات الطعام المستخدمة فى مشروعات تشغيل الشباب، وعربات السكة الحديد، وتصنيع خزانات الوقود واللوادر، ومحارق القمامة، وعربات إطفاء الحريق.
وتعمل وزارة الإنتاج الحربى على تصنيع العربات الكهربائية «الأوتوبيسات وسيارات الركوب الصغيرة والدراجات»، من خلال مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، بهدف تقليل التلوث الناجم عن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي، إلى جانب تقليل تكلفة استخدام المحروقات، وحل مشكلة الزحام المروري.
وتضم اتفاقية الشراكة لتصنيع الأتوبيسات (3) أطراف هى: مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، ممثلا للهيئة القومية للإنتاج الحربى بنسبة %24وشركتى فوتون الصينية بنسبة %30 وIMUT المصرية بنسبة %46.
وتتولى الشركة الصينية توريد المعدات اللازمة لخطوط الإنتاج، إضافة إلى بعض أجزاء العربات (البطاريات والموتور الكهربى)، أما شركة IMUT فستكون مسئولة عن التمويل، وسيقوم (مصنع 200 الحربي) بتوفير جزء من التمويل والأراضى الخاصة للمصنع والعمالة الفنية.
أما تصنيع خزانات التعقيم والتطهير فيأتى فى إطار الاستفادة من الطاقات الإنتاجية بمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالانتهاء من تصنيع وتركيب (51) خزانًا على عربات حمولة 5 أطنان لصالح القوات المسلحة.
وتستمر عجلة الإنتاج بالمصنع مع الالتزام بأعمال التعقيم والتطهير لأماكن العمل، والحرص على الالتزام بوجود مسافات آمنة بين العاملين، وفقاً للإجراءات الوقائية والاحترازية لمكافحة تفشى فيروس كورونا المستجد.
ويعمل المصنع أيضًا فى عدد من المشروعات التنموية، منها تنفيذ الإنشاءات المعدنية «الهياكل والجمالونات» لعدد كبير من الهناجر بالمناطق الصناعية، التى تشرف عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى 3 محافظات هى الإسكندرية وقنا والفيوم.
وهناك اتجاه للمشاركة فى مشروعات مماثلة لتنفيذ الإنشاءات المعدنية للمصانع المدنية خلال الفترة المقبلة، مقدرًا حجم الحديد المشغل فى المشروعات سالفة الذكر بنحو 6 آلاف طن.
ويتعاون المصنع مع صندوق «تحيا مصر» فى مشروعات تشغيل الشباب من خلال تصميم الكرفانات وعربات بيع الأطعمة المستخدمة فى شارع 306.
ويعد مشروع «شارع 306» هو الرئيسى لشركة أسواق مصر إكسبريس، التى أسسها صندوق تحيا مصر، بهدف دعم الشباب، والتوسع فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهو عبارة عن مجمع وحدات ثابتة ومتنقلة تقدم الأغذية والمشروبات وبعض الحرف اليدوية والتراثية، ومخطط أن يتم إنشاء 150 موقعًا بمختلف محافظات الجمهورية، ليصبح خلال الفترة المقبلة أكبر ملتقى لمقدمى الأغذية والمشروبات والحرف اليدوية والتراثية فى مصر والشرق الأوسط.
وبدأ المصنع منذ أكثر من 3 أعوام فى التحضير لمشروع قومى كبير، وهو تصنيع عربات السكك الحديدية، بعد تعاقد وزارة النقل مع شركة «ترانس ماش هولدينج» الروسية لتوريد (1300) عربة قطار، وبدأ التصنيع المحلى بإنتاج الأجزاء الداخلية للعربات داخل مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، بنسبة تصنيع محلى تصل إلى %45.
كما يشارك المصنع فى إنتاج خزانات الوقود، وتكون غالبية التصنيع لصالح القوات المسلحة، وهناك جزء يتم توجيهه للجهات المدنية حسب طلب السوق.
ويشارك مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات وزارة الإنتاج الحربى فى منظومة تدوير المخلفات عن طريق تصنيع المحارق، نظراً لما تحتاج إليه من متطلبات أمان، لدى المصنع القدرة على تحقيقها، إضافةً إلى تصنيع وسائل التداول داخل مصانع التدوير متمثلة فى اللوادر.
ووقع المصنع فى السابق اتفاقية تصنيع مشترك مع شركة «أمكودور» البيلاروسية لإنتاج معدات تقليب التربة، وأهمها «اللوادر»، ومخطط الوصول بنسبة التصنيع المحلى إلى %60.
وتضم الاتفاقية «4» أطراف هى مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) ويتمثل دوره فى تصنيع بعض أجزاء اللوادر وتركيبها، وشركة أمكودور التى تتولى توريد الخامات المطلوبة، وشركة التنمية الريفية والزراعية المسئولة عن التسويق، والهيئة القومية للإنتاج الحربى.
كما وقع المصنع تعاقدًا فى عام 2018 مع شركة بافاريا مصر وزيجلر الألمانية لتصنيع وتجميع سيارات الإطفاء والإنقاذ فى مصر طبقًا لأحدث المواصفات العالمية.
وختامًا يأتى الدور الأهم والأساسى للمصنع، وهو إنتاج وصيانة مختلف أنواع المدرعات للقوات المسلحة، أحدثها المدرعتين ST-100 وطرازها الأصغر ST-500 وهى إنتاج مصرى %100 مشترك بين وزارة الإنتاج الحربى (مصنع 200 الحربي) وشركة IMUT المصرية، وقد بدأ إنتاجها الفعلى فى 2017، وتم عرضها فى معرضيّ «إيديكس 2018» بمصر، و«آيدكس 2019» بالإمارات.
وتخطط وزارة الإنتاج الحربى للوصول بالطاقة الإنتاجية من هذه المدرعة إلى 1000 عربة سنويًا من الطرازين (ST-100) و(ST-500).
ويعتبر سعر المدرعة متفاوتًا، ويختلف وفقًا لتجهيزاتها العسكرية حسب طلب العميل، ونسبة المكون المحلى بها تشكل نحو %50 أما التصميم والتركيب والتنفيذ فهو %100 مصرى.