قليلا ما نتحدث الآن عن صادرات مصر وكانت فى يوم من الأيام أحد الموارد الرئيسية للعملة الصعبة فى ميزانية الدولة .. كانت لدينا صادرات زراعية تتمتع بسمعة دولية وكان فى مقدمتها القطن وكانت له أسواقه التى تحرص عليه فى كل بلاد العالم .. وتراجعت مساحات القطن وساءت أنواعه وخسرنا أسواقه وبدأنا نستورد القطن من دول أخرى .. وكانت لدينا محاصيل زراعية منها الأرز والبصل والثوم والبطاطس والآن نستورد الثوم الصينى والأرز الهندى .. وكانت لدينا صناعات متقدمة منها الغزل والمنسوجات والصناعات اليدوية وهذه المنتجات أيضا تراجعت.
وفى الأسبوع الماضى طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى من الحكومة صرف مستحقات المصدرين المتأخرة التى تزيد قيمتها على ٣ مليارات جنيه تشجيعا للصادرات المصرية.. وقد بدأ وزير المالية د. محمد معيط ووزيرة الصناعة والتجارة د. نيفين جامع فى توفير المبالغ المالية المطلوبة لذلك .. هناك دول تقوم ميزانياتها على إنتاج شركة صناعية واحدة وهناك دول بلا موارد غير سلعة صناعية تميزت بها وهناك دول تنتج محصولا زراعيا تعيش منه .. وكانت الزراعة تمثل يوما أهم مواردنا من العملات الصعبة مع قناة السويس.. ومع التطور فى أساليب الزراعة وزيادة الإنتاج بالتكنولوجيا الحديثة والرى أصبح فدان القمح ينتج أكثر من عشرين إردبا.. إننا الآن نصدر الغاز وبعض الصناعات ولكن لاينبغى أن نفرط فى صادرات زراعية كانت فى يوم من الأيام تكفى الاستهلاك المحلى وكانت تتمتع بسمعة دولية فى أسواق العالم.
إن تشجيع الصادرات يتطلب أولاً توافر الإنتاج وسداد مستحقات المصدرين وقد تأخرت الحكومة فيها كثيرا.. وقبل هذا كله أن يعود صندوق دعم الصادرات فلم نعد نسمع عنه .. كانت الزراعة المصرية فى يوم من الأيام تاج الاقتصاد المصرى وحتى وقت قريب كنا ننتظر كل عام حصيلة صادرات القطن والأرز والبصل والبطاطس والفاكهة والخضراوات ولكننا نسينا كل هذه المحاصيل.. بل إننا للأسف الشديد نستوردها من الخارج للاستهلاك المحلى.