مع زيادة المدارس الحقلية.. «الدستور» تحاور عدد من طلابها المزارعين

مع زيادة المدارس الحقلية.. «الدستور» تحاور عدد من طلابها المزارعين

دعم متواصل، تقدمه الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة إلى الفلاحين والعاملين بالزراعة أو تربيّة الحيوانات، من أجل تسهيل عملهم الذي يعود بالنفع على المحاصيل الزراعية وزيادة الاستثمار الزراعي في مصر بتطوير الفلاحين والمزارعين وأدواتهم.


أحد أهم سبل الدعم الواضحة تلك كان الدمج بين خبرة الفلاح في الزراعة والعلم من خلال الدراسة، لذلك ظهرت المدارس الحقلية في الكثير من المحافظات خلال السنوات الأخيرة الماضية، التي تساهم في رفع كفاءة الفلاحين.


واتساقًا مع ذلك، أعلنت وزارة الزراعة بالأمس أنها تسعى لزيادة المدارس الحقلية التي تم انشأها سابقًا، بهدف توعية المزارع بأهم التوصيات الفنية، والاهتمام بخدمة الأرض واختيار الأصناف المناسبة وكذلك مواعيد وطرق الزراعة ومقاومة الحشائش والأمراض.


تتواصل تلك المدارس مع الفلاحين من أجل حل مشكلاتهم الزراعية، والحد من وجود فاقد مهدر من المحاصيل التي يتم إنتاجها ودمج خبرة الفلاح التي اكتسبها بالممارسة الزراعية مع المعلومات التي تفيده في حل مشاكل المحصول.


فما هى المدارس الحقلية تلك؟ وكيف يتم التدريس بها؟، ذلك ما أجابت عنه "الدستور" في التقرير التالي من خلال حديث مع عدد من الفلاحين والمزارعين، حيث إنه يوجد في مصر 52 مدرسة حقلية في 8 محافظات على مستوى الجمهورية.


معوض محمد، مزارع، قال إن أهم ما تعلمه في المدارس الحقلية هو كيفية المحافظة على البيئة، مضيفًا: "اتعلمت أن الزراعة لا تتعارض مع الحفاظ على البيئة من التلوث وحياة الكائن الحي سواء كان إنسان أو حيوان".


أضاف: "المدرسة بتقسّمنا مجموعات لتَشكيل تعاونيات وجمعيات بين الفلاحين للعمل معًا، وكل تلك الأمور تقوي من مهارات الفلاح وتعطيه خبرة سواء في تسمين الحيوانات أو زراعة المحاصيل".



أشار إلى أن كل مدرسة حقلية يكون بها مشرف وميسر، الميسر هو الذي يقوم بإلقاء المحاضرات على الفلاحين والمزارعين ومنهم مربي الحيوانات، والمشرف المختص بالإشراف الإداري على المدرسة الحقلية.


النساء أيضًا من الفلاحات كان لهم حضور قوي في تلك المدارس الحقلية، منهم يسرا.ع، التي قالت عنها: "هى ليست مدرسة أو فصل، لكنها تشبه الجلسة في المزرعة لتطوير مهارات وأدوات الفلاحين وحل جميع المشاكل التي تواجههنا خلال الزراعة".


أوضحت أن الهدف الأول من تلك المدرسة هو تقديم كل الوسائل التي تساهم في تطوير خبرات الفلاحين ورفع كفائتهم، مشيرة إلى أن مدرسي المدارس الحقلية هم خريجي كليات الزراعة والذين يمدون الفلاحين بما تعلموه بشكل أكاديمية وبذلك يدمج الدمج بين الخبرة للفلاح والمعلومات التي يلقيها المدرس.


أشارت إلى أن المدرسة تساعد على تطبيق وسائل الزراعة المتطورة لتحسين المحصول النهائي وتفادي وجود محاصيل مهدرة في كل عام او تالفة بدون أسباب واضحة يمكن معالجتها، مثل اختيار نوع السماد والبذرة وطرق الري وترشيد استهلاك المياه، فهناك بعض الأساليب التي تؤدي إلى ضرر بالمحصول بدل من زيادته.


وقال منصور عبدالمنعم، مزارع، إن المدرسة تدمج الفلاحين وتساعدهم على الانخراط مع بعضهم البعض وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أنه يتم دراسة فيها كل المواضيع التي ترتبط بالزراعة وتربية الحيوانات.


أشار إلى أن كل حصة يتم تقسيمهم إلى مجموعات يعملون على مشروع زراعي صغير: "المدرسة وفرت فرص تدريب وتشارك وتبادل خبرات بين الفلاح والمدرس الذي يفهم الزراعة بأسلوب علمي وليس معتمدًا على الخبرة والتوارث من الأجيال".


أضاف: "كل حصة يكون بها معلومات مفيدة يستفيد منها الفلاح، وكل حصة يتم مناقشة موضوع خاص يتناقش فيه كل الفلاحين الحاضرين من أجل تعلم أنشطة جديدة واتخاذ قرار سليم وأطروحات".