شهد محصول البطاطس انخفاضا كبير فى الأسعار ليصل سعر الطن إلى 100 جنيه بعد أن كان بـ10 آلاف جنيه، بسبب انخفاض الطلب على التصدير بسبب سياسات الإغلاق التى لجأت لها دول كثيرة مع أزمة انتشار فيروس كورونا، بينما أكد خبراء أن المحصول يتعرض لسياسة إغراق محذرين من عزوف المزارعين عن الزراعة الموسم المقبل مطالبين بالتدخل العاجل من قبل الدولة لحماية الأمن الغذائى.
وبسبب الأزمة ألقى مزارعون فى محافظة المنيا كميات من المحصول على جانبى الترع والمصارف والطرق، فى أعقاب انهيار الأسعار من 10 جنيهات للكيلوجرام إلى 70 قرشا، وإخلاء الأرض لزراعات أخرى قد تعوضهم عن خسارتهم.
ووفقاً لتقارير وزارة الزراعة فإن مصر تزرع نحو 400 ألف فدان بطاطس موزعة على 3 عروات زراعية، أولاها العروة الصيفى فى ديسمبر ويناير وتحصد فى مايو، وعروة البطاطس النيلى وتزرع فى يونيو وحصادها فى أكتوبر، والشتوى وتزرع فى أغسطس وسبتمبر ويتم حصادها فى محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم خلال ديسمبر، حيث تصل إنتاجية الفدان لأكثر من 15 طناً.
وأوضح حاتم النجيب، نائب رئيس غرفة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، لـ«المصرى اليوم»، أن البطاطس تعرضت لإغراق كبير بالأسواق بسبب زيادة الإنتاجية وعدم فتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات من المحصول ما انعكس على انخفاض سعر الكيلو جرام ليتراوح من 50 إلى 150 قرشا فى أسواق العبور، مطالبا الحكومة بالتدخل من خلال سياسات رشيدة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب لحماية منتجى البطاطس أو المنتجات الزراعية الأخرى لضمان الاستدامة فى الإنتاج الزراعى.
وقال الدكتور سمير النجار، رئيس جمعية رجال الأعمال الزراعيين، إنه يجب تدخل عاجل من الجهات المسؤولة فى الدولة وعلى رأسها وزارة الزراعة لإنقاذ المحصول الذى يتعرض لكارثة بسبب زيادة المعروض بسبب جائحة كورونا ما أدى لزيادة الخسائر وإعدام شحنات البطاطس المصرية فى الداخل والخارج لانهيار الأسعار.
من جانبه طالب الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعى المصرى، بوضع خطط للتوسع فى تسويق المحصول محليا، لمواجهة الأزمات الطارئة فى حالة انخفاض الطلب من خلال التوعية بأهمية البطاطس فى الغذاء نظرا لفوائدها الصحية المتعددة مقارنة بغيرها.
واقترح الدكتور على عبدالمحسن، مدير معهد الاقتصاد الزراعى، على الحكومة تبنى 3 حلول لمنع تكرار الأزمة أو التخفيف من آثارها على الفلاحين ومنها تقديم قروض ميسرة تساعدهم على تخزين المحصول، ليتم تسويقه بصورة منتظمة على مدار العام، وتقديم قروض ميسرة لتصنيع البطاطس للحصول على قيمة مضافة وتوفير التقاوى بأسعار مناسبة تخفض من تكلفة الإنتاج وتقلل من آثار تقلبات الأسواق.
وقال حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن أسباب زيادة المعروض من البطاطس تعود للتوسع فى زراعات مساحات شاسعة مقارنة بالعام الماضى، وإيقاف عمليات التصدير بسبب وباء كورونا.
وقال الدكتور إسماعيل عبد الجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، لـ«المصرى اليوم» إن الأزمة «فرصة تاريخية» لتصويب النمط الغذائى للمواطنين لاستهلاك البطاطس بدرجة أكبر لقيمتها الغذائية.
ودعا لـ«المصرى اليوم»، الحكومة إلى وضع الخطط اللازمة لتشجيع المواطنين على استهلاك البطاطس وتطبيق قانون الزراعة التعاقدية عليه لمردوده الاقتصادى، خصوصا أنه أكثر توفيرا للمياه، ما سيؤدى لخفض فاتورة استيراد القمح.