تمثل سمكة القراض أو ما يطلق عليها «سمكة الأرنب» خطورة داهمة على حياة المواطنين الذين يتعرضون لجشع بعض الصيادين الذين يبيعون السمكة رغم سميتها الشديدة التى قد تؤدى إلى الوفاة خلال ٦٠ دقيقة، فيما يشكو صيادون أخرون من تزايد أعدادها بسواحل المدينة فى السنوات الأخيرة بشكل أثر على الثروة السمكية .
فى البداية أكد إبراهيم بندق، شيخ الصيادين بميناء الكور بمنطقة ميامى شرق الإسكندرية، إن عددا محدودا من الصيادين معدومى الضمير يقومون ببيع السمكة السامة، ولكن الغالبية منهم يعانون فى السنوات الأخيرة بسبب تزايد أعداد سمكة القراض على سواحل المدينة، حيث تلحق بهم أضرار كبيرة .
وأضاف «بندق» أن سمكة القراض تمتلك أسنانا كبيرة وحادة وتقوم بأكل معدات ، الصيد ومحركات المراكب مما يعرضهم لخسائر، كما أنها تقضى على الثروة السمكية نظرًا لشراهتها، مشيرًا إلى أن حصيلة الصيد لم تعد كالسابق وبعض أنواع الأسماك اختفت تمامًا وأحد الأسباب الرئيسية لذلك «القراض»، موضحا أن هذه السمكة عندما تخرج للصيادين فى شباكهم يقومون بقتلها فورًا حتى لا تكبر وتتكاثر فى مياه البحر، ولكن الوضع يستلزم تدخل هيئة الثروة السمكية لوضع حلول علمية للقضاء عليها بشكل نهائى والحد من أضرارها .
فيما قالت الدكتورة مها غانم ، مدير مركز السموم بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، إن «القراض» يعد من الأسماك المحرم صيدها وبيعها وتداولها فى مصر لاحتوائها على سم وهو من أقوى السموم وأكثرها فاعلية وليس له طعم أو رائحة، لذلك لا يتم التعرف عليه عند الأكل، بالإضافة إلى أن هذا السم لا يتكسر بالحرارة أو حتى الغليان، ولا يتوفر مصل مضاد له .
وأضافت غانم أن هذه السمكة تتغذى على الطحالب السامة وفضلات الأسماك لذلك يتكون بداخلها سم شديد الخطورة، وينتشر السم بها فى غدد تحت الجلد وفى النخاع والأحشاء خاصة الكبد ويمتد السم أيضا ليصل إلى لحم السمكة ، مشيرة إلى أن تناول وجبة من هذه السمكة قد تتسبب فى بعض الأحيان إلى توقف القلب تمامًا نظرًا لشدة سمها .
وأوضحت غانم أن أعراض التسمم الناتجة عن تناول هذا النوع من الأسماك تتمثل فى تنميل حول الفم وبالأطراف ، والإحساس بالغثيان وآلام بالبطن ، كما تؤدى إلى هبوط ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب، فضلا عن خطورتها فى التأثير على الجهاز العصبى يتمثل فى الإحساس بالتنميل وضعف العضلات وشلل عضلات الجسم .
وتابعت يسبب السم فشل التنفس والغيبوبة ، وللأسف لا يوجد مصل مضاد، وبالتالى يتم وضع المصاب على جهاز تنفس صناعى لتكسير السموم الموجودة بجسمه»، موجهة بتوخى الحذر عند شراء أسماك غير معروفة المصدر والامتناع عن صيد هذه الأسماك .
ومن جانبه ، أكد اللواء دكتور يوسف شباط ، مدير مديرية الطب البيطرى بالإسكندرية ، إنه يتم شن حملات مكبرة على أسواق بيع اللحوم والأسماك بجميع أحياء المحافظة ، بتكليف من اللواء محمد الشريف ، محافظ الإسكندرية ، لضبط والتحفظ على أى مواد غذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك الآدمى ، مع معاقبة المخالفين وتحرير المحاضر الشرطية بالأقسام المختلفة بالمحافظة لتقديمها الى النيابات المختصة للتحقيق .
وأضاف شباط إنه فى آخر حملة تم ضبط ما يقرب من ٣٠٠ كيلو جرام من أسماك القراض السامة خلال بيعها بسوق الحضرة القبلية، مهيبًا بالمواطنين توخى الحذر وعدم شراء أو تناول مثل هذه الأسماك حرصا على سلامتهم، فتناول وجبة سمكة القراض قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى توقف القلب تماما مما يؤدى إلى الوفاة خلال ٦٠ دقيقة نظرًا لشدة سميتها .