ربما لم تكن هى المرة الأولى التى يتم فيها التعدى على الأراضى الزراعية وتبويرها بمنطقة سبرباى التابعة لمركز طنطا، ولكن ظروف التكدس وعدم وجود ظهير صحراوى للمحافظة يدفع إلى ذلك.
ففى عام 2010 تم تبوير 85 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بالمنطقة المذكورة، بهدف إنشاء منطقة تجارية استثمارية، وظلت الأرض بورا حتى عام 2017، وتم وضع حجر أساس المنطقة اللوجيستية بسبرباي، وافتتاح المرحلة الأولى من هذه المنطقة، والتى تضم أكبر مول تجارى فى الدلتا وناديا اجتماعيا، ومدينة ملاه فى 2019. وكانت المرة الثانية بالتعدى على مساحة 37 فدانا زراعيا، تابعة لهيئة الأوقاف بمنطقة سبرباى أيضا قبل بضعة شهور.
ويدور الحديث الآن عن تبوير 300 فدان بزمام قريتى سبرباى ومنشأة الأوقاف، وذلك من إجمالى مساحة 401 فدان من الوقف الخيرى لـ”عزيزة هانم يكن”، والموقوفة للأعمال الخيرية منذ 1905، وتديرها هيئة الأوقاف منذ 1972، على الرغم من أنه يتم زراعتها بالإيجار بعقود سنوية لنحو 1200مزارع.
بداية يقول أحمد غريب وعبدالسميع العباسى (من مزارعى أرض الأوقاف)، إنهما فوجئا وغيرهما من المزارعين بقيام هيئة الأوقاف بطنطا بإرسال إنذارات للمزارعين، فى نهاية شهر مايو الماضي، تطالبهم بضرورة التوقف عن زراعة الأرض وتركها، على الرغم من أن العقد المبرم بيننا وبين هيئة الأوقاف يتوعد المزارعين بسحب الأرض فورا إذا تم تبويرها وعدم زراعتها.
ويضيف أحمد علام وأحمد أبو العز (من مزارعى أرض الأوقاف)، أنه بناء على ما سبق توجهنا فى شهر يونيو الماضى للقاء محافظ الغربية، والذى أكد أنه ستقام عليها مدينة «طنطا الجديدة». فهل من المنطقى والمعقول أن يتم تبوير أرض من أجود الأراضى الزراعية على مستوى منطقة الدلتا إنشاء العمارات؟، وكيف يتم إبعاد نحو 1200أسرة تعيش على خير هذه الأرض منذ أكثر من 60عامًا؟. وعندما أنشئت هيئة الأوقاف عام 1971، وانتقلت لها إدارة هذه الأرض لأنها وقف خيرى باسم «عزيزة هانم يكن»، تم إبرام عقود تأجير سنوية لنا، ونحن منتظمون فى سداد القيمة الإيجارية؟!!، ولماذا لم يفكر محافظ الغربية فى إحياء المشروع الوطنى للمرحوم الدكتور عبد المنعم البسيونى أستاذ الهندسة ورئيس جامعة المنيا الأسبق، ابن محافظة الغربية، والذى تقدم به إلى اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية الأسبق، وأخذ طريقه إلى مجلس الوزراء آنذاك، فى شكل دراسة علمية تحل كل مشكلات محافظة الغربية، وذلك بتخصيص مساحة 450 ألف فدان بوادى النطرون، كظهير صحراوى للغربية.
ويشير جلال البرماوى (من مزارعى أرض الأوقاف)، إلى أن محافظ الغربية أكد لمزارعى منشأة الأوقاف أنه سيتم تعويض مستأجرى الـ 300 فدان بأرض فى الوادى الجديد.
أما أبو السعود مشعل (من مزارعى أرض الأوقاف)، فيؤكد أن اللواء عبد الحميد الشناوي، محافظ الغربية الأسبق، أخذ 100 فدان من هذه الارض، وبنفس السيناريو الذى يتكرر الآن، لإنشاء منطقة تجارية استثمارية إلا أن النيابة العامة وقتها قررت استمرار حيازة الشاكين والحائزين المبين أسماؤهم فى الكشوف، وعددها 8 صفحات، والتى تبدأ باسم فاطمة يوسف قاسم، وتنتهى باسم السيد محمود الأعصر، والمقدمة من الجمعية الزراعية بمنشأة الأوقاف مركز طنطا للأرض الزراعية، الكائنة بحوض قديح والشابورة/12 قسم أول بمنشأة الأوقاف مركز طنطا، ومنع تعرض محافظ الغربية بصفته والغير لهم فى ذلك.
ولذلك والكلام للمزارع سليمان الحلبي، الذى قال: ليس أمامنا سوى رفع الأمر إلى رئاسة الحكومة وكبار المسئولين للحفاظ على الرقعة الزراعية، بل زيادتها بالتوسع فيها من خلال المشروع القومى لاستصلاح وزراعة 1,5 مليون فدان.
فى السياق ذاته، أكد محمد الصناديدي، رئيس هيئة الأوقاف السابق، أن أرض الأوقاف بحوض قديح والشابورة/12 قسم أول منشأة الأوقاف مركز طنطا، ضمن وقف عزيزة هانم إبراهيم يكن، والتى قامت بوقفها للأعمال الخيرية عام 1905، وهو وضع يد هيئة الأوقاف المصرية منذ عام 1971، ومنذ هذا التاريخ وهيئة الأوقاف تقوم بإدارة هذه المساحة من الأطيان الزراعية بتأجيرها للمزارعين، نظير قيمة إيجارية تُسدد سنويًّا.
من جانبه، يؤكد الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، أن المحافظة لا يوجد لها ظهير صحراوي، مما تسبب فى وجود تعديات على الأراضى الزراعية، وأن عدد المناطق العشوائية بها وصل إلى 37 منطقة، منها 4 مناطق ذات خطورة شديدة.
وأشار إلى أنه وفقا لتوجيهات القيادة السياسية نقوم بالبحث عن الأراضى غير المستغلة داخل المحافظة، من أجل العمل على حل مشكلة التكدس السكاني، حيث تم ترشيح 14 قطعة أرض فى طنطا والمحلة، وتمت الموافقة على 3 قطع منها لإنشاء مدينتيْ: “طنطا الجديدة” و”المحلة الجديدة”. وقال: تمت الموافقة على قطعة أرض بمنشأة الأوقاف بطنطا مساحتها 298 فدانًا لإنشاء “طنطا الجديدة”، كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع محافظة الوادى الجديد لتوفير البديل لمزارعى أرض الأوقاف بنظام الإيجار، ثم التمليك لمَن تثبت جديته فى زراعة الأرض، وبأسعار 50% فقط من قيمتها، وذلك ضمن المشروع القومى للجذب السكانى للوادي، خاصة المحافظات التى ليس لها ظهير صحراوي.
وأضاف المحافظ أنه تم إعداد الدراسة والرسومات اللازمة لإنشاء مدينة طنطا الجديدة، بأرض منشأة الأوقاف، بحيث تكون نموذجًا مصغرًا من العاصمة الإدارية، حيث ستكون أول مدينة ذكية على مستوى الدلتا، وأن الغرض من تدشين المدينة الجديدة هو خلخلة الكثافة السكانية الموجودة داخل طنطا، وفك الاختناقات المرورية.