"النمل الأبيض" يهدد منازل قرية حاجر الأقالته بالأقصر

"النمل الأبيض" يهدد منازل قرية حاجر الأقالته بالأقصر

كارثة كبرى تهدد آلاف الأهالى فى قرية حاجر الأقالته بالقرنة غربى الأقصر، وهى "النمل الأبيض" أو "الأرضة" الحشرة الخطيرة التى تعتبر عدو للإنسان وأكثر الحشرات إضراراً بالمنازل، لقيامها ببناء ممرات ومداخل يصعب الوصول إليها، وقيامها بإتلاف العديد من الأوراق والكتب والأخشاب فى المباني، ولمواجهتها بدأت مديرية الزراعة بالأقصر بعمل حملات مكثفة لإنهاء أزمة النمل الأبيض فى تلك المنازل.

 

وأعلن المهندس خالد عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، عن بدء حملة كبرى لمقاومة النمل الأبيض فى قرية حاجر الأقالتة بمركز القرنة غرب المحافظة، والتى تعانى من غزو النمل الأبيض لها خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذى أدى لعشرات الشكاوى من أهالى القرية بتضرر المنازل واحتمالية سقوطها.

 

وأضاف وكيل زراعة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن القرية فى مدينة القرنة غربى المحافظة تعانى بصورة كبيرة من تلك الأزمة، وهو الأمر الذى أدى لترك عدد من الأهالى لمنازلهم خوفاً من سقوطها عليهم، مشدداً على أن الحملة ستقضى على النمل الأبيض تماماً.

 

فيما قال المهندس عبد العظيم مرسى مدير المكافحة بمديرية الزراعة بالأقصر، إن المديرية ستتصدى للنمل الأبيض فى جميع المنازل المصابة بجميع مراكز المحافظة من خلال حملات مكثفة ودورية، موضحاً أن علاج المنازل التى يغزوها النمل الأبيض يتم باستخدام مبيدات خاصة، حيث يتم حفر خندق داخل المنزل بعمق 30 سم، ويرش كل متر طولى بالخندق بـ4 لترات من محلول المبيد.

 

وأضاف مدير المكافحة بمديرية الزراعة بالأقصر لـ"اليوم السابع"، أنه أيضاً توجد مجموعة من الأسباب الاحترازية أو الوقائية منها، وهى طلاء الأخشاب واتباع طرق سليمة عند بناء المساكن، ومنع وصول الماء إلى الأخشاب وتنظيف سقوف المنازل وغير ذلك، وهو ما قام به بالفعل عدد من الأهالى الذين استطاعوا بناء منازل جديدة ولكن عددا كبيرا من الأهالى لا يمتلك من الأموال ما يكفى لعمل ذلك، فقررت المديرية التدخل بعد عدة شكاوى من تعرض منازلهم للإنهيار بفعل النمل الأبيض وطبيعته.

 

ويؤكد المهندس عبد العظيم مرسي، أن النمل الأبيض يعد واحدة من أخطر الحشرات الموجودة فى العالم، حيث إنها تضر المنازل التى تحتوى على مادة السليلوز والتى تعتبر غذائها الأساسى الذى تتغذى عليه، كما أنها تنشط بوجود الرطوبة فى الجدران نتيجة تسرب المياه فيها، بخلاف النمل العادى الذى ينتشر فى المنازل، مشدداً على أن النمل الأبيض كارثته تتمثل فى حفره لسراديب وأنفاق خاصة يعيش فيها.

 

وعن القضاء على النمل الأبيض يقول مدير المكافحة بزراعة الأقصر، أنه توجد طريقة الورق المقوى، ولكنه يعتبر حلا جزئيا، وكذلك طريقة الديدان الأسطوانية التى تقضى على مجموعات كبير من النمل الأبيض، وكذلك تعريض الخشب للشمس لكونه يموت بالحرارة والضوء، وكذلك حفر خندق حول المنازل بأطوال معينة ورشه بالمبيد، فهو أقوى الحلول للقضاء تماماً على النمل الأبيض بالمنازل، وكذلك توجد طريقة آخرى بوضع الخشب فى منطقة مجمدة وهو ما يتعذر على أعداد المنازل الكبيرة، مشدداً على أنه يجرى العمل على قدم وساق بعمل رش كامل لمختلف المنازل بالقرية لحل تلك الأزمة تماماً وللقضاء على النمل الأبيض.

 

ورصد "اليوم السابع" معاناة عدد من أهالى قرية حاجر الأقالته مع النمل الأبيض، حيث تقول الحاجة نعمات محمد إبراهيم، أن منزلها مهدد بالإنهيار بفعل جيوش النمل الأبيض كما وصفته، والتى أتت على الخشب فى سقف منزلها المكون من مساحة 48 متراً ومبنى بالطوب اللبن، مؤكدةً أنها طرقت كافة الأبواب لحل أزمة منزلها وهو ما استجابت له الزراعة مؤخراً وبدأت فى حملتها للقضاء على النمل الأبيض بمنزلها وباقى المنازل المتضررة.

 

وتضيف الحاجة نعمات إبراهيم 61 سنة، أنها تعيش برفقة نجليها وزوجة أحدهما وطفلته فى تلك المنطقة الضيقة ومهددون يومياً بالأذى جراء فعل النمل الأبيض ويعيشون فى معاناة كبرى خشية سقوطه عليهم، ولمواجهة ذلك تجلس طوال الليل فى عربة كارو أمام منزلها حتى الفجر وتعود للمنزل حتى لا يراها الجيران.

 

ويقول محمود أحمد إبراهيم 57 سنة أحد أهالى قرية حاجر الأقالته، أن أزمة النمل الأبيض فى منازلهم بدأت بعد تهجيرهم من جبل القرنة وقيامهم ببناء منازل بالطوب اللبن للعيش بأسرهم داخلها، وجميعها مسقوفة بالخشب وهو الأمر الذى أدى بجانب الطقس الحار لإنتشار "النمل الأبيض"، موضحاً أن ذكر فى القرآن الكريم فى قصة وفاة سيدنا سليمان فى قول الله تعالى ((فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين))، ودابة الأرض هى حشرة الأرضة التى تضر بمنازلهم حالياً وتأكلها تماماً.

 

ويضيف ابن حاجر الأقالته لـ"اليوم السابع"، أنهم خلال الشهور الماضية فوجئوا بتآكل الأساسات الخشبية بمساكنهم والأقمشة والورق بفعل النمل الأبيض، موضحاً أن منازلهم تعانى من النمل الأبيض بعد تسكينهم فيها بعامين، وتمت معالجتها أكثر من مرة من قبل مديرية الزراعة، ولكنه يعود مرة أخرى، مؤكداً أنه يوجد عدد من المنازل بنيت على تربة طينية لم تظهر فيها تلك الجيوش من النمل، ولكن المنازل التى بنيت على أساسات مردومة بالرمال ظهر فيها النمل الأبيض، مناشداً المحافظ محمد بدر بالتدخل لوضع حل نهائى لهذه الكارثة التى تهدد أرواح الآلاف من الأهالي.

 

أما اعتماد سيد 67 سنة، فتناشد وزارة الزراعة بضرورة توفير حملة أكبر من حملة المديرية التى تحضر على فترات متباعدة ولا تقضى نهائياً على النمل الأبيض، مؤكدةً على أنه يجب أن يكون هناك دور لأهل الخير من المؤسسات والجمعيات الخيرية لدعم تلك القرية المهددة بسقوط منازلهم بدعمهم كما يقومون بدعم منازل قرى إسنا وأرمنت.

 

وتضيف إعتماد سيد لـ"اليوم السابع"، أنها تشاهد يومياً كميات كبيرة من النمل الأبيض تخرج من كل مكان بمنزلها ومنزل شقيقها وشقيقتها وتعرض أبناؤهم للخطر، فهى ليست نمل طبيعى وقامت من قبل بالأكل فى أحد الجدران وسقط بشكل جزئى وهرعت وكافة أبناؤها خارج المنزل خوفاً من الموت أسفل الانقاض، قائلة: "ظروفنا لا تسمح ببناء منزل جديد، إحنا غلابة، على باب الله، ومعندناش أرض ولا مواشي، وأولادى بيشتغلوا باليومية وبعد سقوط الجدار خرجنا من المنزل واستأجرنا آخر، ولكن بعد شهور عدنا لمنزلنا بعد طلب صاحب المنزل إخلاؤنا له، ونتمنى من المسئولين أن يساعدوا ويحلوا أزمتنا".