خبير مناخ زراعى: استعدوا لـ«الجراد» بمسوحات إضافية على ساحل البحر الأحمر ومناطق التكاثر الصيفية خلال سبتمبر

خبير مناخ زراعى: استعدوا لـ«الجراد» بمسوحات إضافية على ساحل البحر الأحمر ومناطق التكاثر الصيفية خلال سبتمبر

أكد الدكتور محمد علي فهيم، مركز البحوث الزراعية من حدوث الأمطار الخريفية والجراد أنه بناءاً على متابعات منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء، فأنه لا يوجد أى مخاطر متوقعة من حركة الجراد، والتقرير المحدث ليوم  الإثنين الماضى، والذى توقع استمرار الأمطار الجيدة في مناطق التكاثر الصيفية، مشيراً إلى أنه لا تزال حالة الجراد الصحراوى هادئة فى جميع البلدان.

ولا توجد سوى أعداد قليلة من الحشرات البالغة في وسط الجزائر وجنوب شرق موريتانيا وشمال شرق تشاد والسودان وعلى جانبي الحدود بين الهند وباكستان.

وتابع: على الرغم من الأمطار الغزيرة التي هطلت شمال الساحل والسودان بشكل غير معتاد خلال شهر أغسطس، فقد تم حتى الآن اكتشاف القليل جداً من التكاثر باستثناء قواديس منعزلة معزولة في وادي أدرار بوسط الجزائر حيث تم تنفيذ عمليات مراقبة أرضية محدودة.

وخلال شهر سبتمبر الحالى، سيؤدي التكاثر على نطاق صغير إلى زيادة أعداد الجراد بشكل طفيف في مناطق التكاثر الصيفية من موريتانيا إلى غرب إريتريا، وسيستمر التكاثر المحدود على جانبي الحدود الهندية الباكستانية.

قد يظهر بعض الحشرات البالغة المتناثرة على ساحل البحر الأحمر في السودان وإريتريا واليمن وجنوب غرب المملكة العربية السعودية، حيث يمكن أن يحدث تكاثر مبكر في تلك المناطق التي حصلت على أمطار جيدة في أغسطس.

وشدد فهيم على ضرورة الإبقاء على الاستطلاعات المنتظمة في جميع مناطق التكاثر الصيفية خلال شهر سبتمبر مع إجراء مسوحات إضافية على ساحل البحر الأحمر.

 وأضاف: أن الجراد الصحراوي يعيش حياة إنفرادية حتى تمطر، الذى يسبب نمو النباتات ويسمح للإناث لوضع البيض في التربة الرملية، والغطاء النباتي الجديد يوفر الغذاء للجراد الذى يفقس حديثا، ويوفر لهم المأوى لأنها تتطور إلى الحشرة البالغة المجنحة.

وينتشر الجراد الصحراوي في مساحة كبيرة في قارتي آسيا وأفريقيا يغطي حوالي 64 دولة وأقليم شمالي خط الأستواء بداية من المغرب وموريتانيا حتي الهند والباكستان وتقدر هذه المساحة بحوالي %20، من اليابسة أغلبها صحراء متبانية في ظروفها الجوية تهطل الأمطار علي أغلب أنحائحا وبكميات مختلفة صيفاً من يونيو حتي سبتمبر.

وفي نهاية الخريف حتي الربيع حيث يحتاج الجراد إلي 25 - 50 مليمترا في العام وهذه النسبة غالباً ما توفرها هذه الأمطار بهذه المنطقة وبذلك يجد الجراد في هجرته صيفاً وشتاءً الرطوبة الكافية والتربة الصالحة لوضع البيض وتكاثره وإستمرار دورة حياته وخروج أسرابه التي تنتشر وتهاجر بين ثلاثة مناطق رئيسية للتكاثر والهجرة وهي  "منطقة التكاثر والإنتشار الصيفي" وتضم الهند والباكستان واليمن وأثيوبيا والسودان وتشاد والنيجر ونيجيريا وموروتانيا ومالي والسنغال.

ويحدث التكاثر بهذه المناطق علي الأمطار الناتجة عن الرياح التجارية الجنوبية الغربية وتهاجر الأسراب الناتجة في الفترة من يونيو حتي أواخر أكتوبر إلي الشمال الشرقي والشمال الغربي لغزو مناطق التكاثر الشتوي والربيعي.

وتتميز حشود الجراد بالنشاط الزائد والسير في مجموعات متكاثفة إذا كانت في الأعمار الأولي (الأول حتي الثالث) أما في العمرين الأخيرين الرابع والخامس فتزداد المجموعات في الحجم وتشغل مساحة أكبر وتسير بعد شروق الشمس وسخونة أجسادها وتأكل كل ما يقابلها من الأعشاب الخضراء أثناء هذا السير في إتجاه واحد لعدة أيام وهو غالباً ما يكون في إتجاه الريح.

ونوه بأن الإنذار المبكر والمكافحة الوقائية هي الاستراتيجية التي اعتمدتها البلدان المتضررة من الجراد في أفريقيا وآسيا في محاولة لوقف هجمات الجراد من التطور والإنتشار، مشيراً إلى أن هناك خدمة المعلومات (نظام معلومات الجراد الصحراوي) التابعة لمنظمة الفاو في روما، إيطاليا تراقب الطقس، والظروف البيئية وأوضاع الجراد على أساس يومي.

نظام معلومات الجراد الصحراوي يتلقى نتائج عمليات المسح والمكافحة التي تقوم بها فرق وطنية في البلدان المتضررة، ويجمع بين هذه المعلومات مع بيانات القمر الصناعي مثل MODIS، هطول الأمطار ودرجة الحرارة الموسمية التقديرات والتنبؤات هطول الأمطار لتقييم الوضع الحالي والتنبؤ توقيت وحجم وموقع التربية والهجرة تصل إلى ستة أسابيع مقدما، ويتم نشر تقييمات للأوضاع وتوقعات في النشرات الشهرية الجراد التي تعود إلى 1970s.