مكافحة ذبابة الفاكهة أحد المحاور الرئيسية التى تقوم بها وزارة الزراعة فى مكافحتها لزيادة إنتاجية محاصيل المنتجات الزراعية من خلال زيادة المعروض فى السوق المحلية والتصديرية، ولكن توقف البرنامج القومى لإبادة واستئصال ذبابة الفاكهة، تسبب فى لجوء صغار المزارعين للإفراط فى استخدام المبيدات للقضاء على الحشرة لحماية محاصيلهم الزراعية، والمحصلة صفرا حتى أضحى الفلاح المصرى يضرب أخماسا فى أسداس فيما تسببت الأزمة فى خفض انتاجية اشجار الفاكهة وتساقط الثمار كما ونوعا، من جراء الإصابة، مما أدى إلى قلة المعروض وارتفاع الأسعار.
قال الدكتور حسين الحناوى،رئيس الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية السابق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "،إن البرنامج القومى لإبادة واستئصال ذبابة الفاكهة توقف بسب عدم وجود تمويل له، والسبب الرئيسى رفض كبار المصدرين والجمعيات المعنية بالتصدير المشاركة فى المشروع، وخاصة ونحن على وشك محصول الموالح "البرتقال " "قائلا": كبار المصدرين عايزين المنتج ببلاش دون المساهمة ويكتفون بالمكسب، على الرغم من أهميته فى الحد من متبقيات المبيدات فى الموالح والخوخ والحفاظ على سمعة الصادرات الزراعية المصرية فى الخارج وزيادة الإنتاج، والقضاء عليها بالمصايد واللجان الاستكشافية وبرامج التوصيات لعدم تلقيح الحشرة.
قال الدكتور سعد موسى، رئيس الحجر الزارعى الأسبق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "،إن المسئول الأول عن المشروع هو رئيس مركز البحوث الزراعية لأنه رئيس اللجنة التنسيقة له، مطالبا بتفعيل مشروع إبادة ذبابة الفاكهة، حيث يعد المشروع العمود الفقرى لصادرات الخوخ والجوافة والموالح، من خلال عمل لجان استكشافية لجميع المزارع والتأكد من خلوها من الذبابة، أو من اى أطوار لها خاصة أن هناك بعض الدول المستورد تطالب بشهادة معتمدة من المزرعة بخلوها من الذبابة، ولابد من تكاتف رجال الاعمال والمصدرين والجمعيات المصدرة.
وحذر "موسى "، من توقف المشروع وتأثيره على منتجات الموالح، مؤكدا أنه فى عام 2015 كانت وزارة الزراعة ممثلة فى إدارة الحجر الزراعى، أعلنت نجاحها فى تجربتها المعملية وهى المعاملة بالتبريد للقضاء على الأطوار غير الكاملة لحشرة ذبابة الفاكهة،وذلك للتأكد من تطبيق الاشتراطات التى تطلبها دول التصدير، وتسهيل وانسيابية الصادرات الزراعية.
وقال الدكتور محمد فهيم وكيل معمل المناخ الزراعى بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات "اليوم السابع " إنه مع توقف نشاط المشروع، تدهور إنتاجية عدد من محصول الفاكهة موسم 2018 وخاصة الخوخ ومشمش العمار، وتأثيرها أيضا على محصولى العنب والجوافة مما أدى إلى قلة الإنتاج وعدم زيادة المعروض فى الأسواق وتسبب فى ارتفاع أسعارها، على الرغم أن مصايد المشروع موجودة بمحطة بحوث وقاية النبات التابع لمعهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية ولكن متوقفة.
قال الدكتور على سليمان، رئيس اللجنة التنسيقية للصحة النباتية بوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "،إنه لابد من ضرورة إعادة تمويل مشروع استئصال وابادة ذبابة الفاكهة، واستمرارية البرنامج إلى المستوى الامن الذى يسمح بتصدير منتجات الفاكهة: الخوخ المشمش، الموالح إلى المستوى المطوب إلى العالم الخارجى، وكيف يتم ذلك بالرقابة ومشاركة القطاع الخاص، والمزارعين بتفعيل المشروع.
وقال الدكتور طلال العباسى،مدير المشروع القومى لابادة ذبابة الفاكهة، بمعهد وقابة النباتات بمركز البحوث الزراعية فى تصريحات لـ "اليوم السابع "،إن وقف مشروع استئصال ذبابة الفاكهة بسب عدم وجود تمويل له،حيث كان صندوق تنمية الصادرات التابعة للحاصلات الزراعية يدعم المشروع ولكنه توقف، ولابد من مشاركة جميع الجهات فى تفعيل المشروع.
قال الدكتور فوزى نعيم رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، فى تصريحات لـ" اليوم السابع"، أن برنامج استئصال وإبادة ذبابة الفاكهة هو الامل الوحيد للحفاظ على منتجات الفاكهة للحد من متبقيات المبيدات وخاصة الموالح، وتوقفه بسب عدم التمويل على الرغم من العرض على المصدرين بتمويل المشروع من خلال رسم صادر على الطن لمواجهة الذبابة بمشاركة الحكومة، لكن المصدرين رفضو ولا نعرف السبب، موضحا أن البرنامج يلعب دور من خلال التوصيات بعمل مصايد ومبيدات موصى بها لرش المحصول والقضاء على الرش العشوائى، وعلى الرغم من تدريب كوارد شابة لرش المبيدات وتوزيع تروسكلات عليهم للعمل وتعينهم بعقود مؤقتة ولكن المشروع توقف ولا نعرف من المسئول.
وقال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "، أن معهد وقاية النبات يقوم بمساعد الحجر الزارعى فى التفتيش على المزارع فى الجزء الذى يخصه فى ذبابة الفاكهة تضر بالمحاصيل الزراعية بعد توقف مشروع إبادة واستئصال ذبابة الفاكهة.
وقال الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق، ورئيس لجنة القيادات بوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع "، إن البرنامج القومى لإبادة ذبابة الفاكهة احد المحاور الرئيسية التى تلعب دور هام فى حماية محصول الفاكهة من اى أمراض وخاصة ذبابة الفاكهة وحماية منتجاتنا التصديرية، مطالب بتفعيل المشروع مرة ثانية وعمل إدارة محكمة فنيا وادريا تتولى هذا المشروع لأهميته والحفاظ على صادرات مصر الزراعية وسمعتها الخارجية.
وكشف تقرير،أن حشرة ذبابة الفاكهة تصيب ثمار الفاكهة، خاصة "الخوخ والمشمش والكمثرى والبرقوق والتفاح والمانجو والجوافة والتين والموالح، والعنب " بخلاف بعض العوائل الثانوية ومنها بعض محاصيل الخضر من الطماطم، وتعتبر من الحشرات ذات التطور الكامل "البيضة، اليرقة، العذراء والحشرة الكاملة" وتصبح ذبابة الفاكهة خطرا فى طور اليرقة يتسبب فى تدمير الثمرة المصابة، حيث أن اليرقة تصيب اللب الداخلى للثمرة محدثة بذلك أنفاقًا داخلها مما يؤدى إلى سقوطها وتعفنها.
وأكد التقرير، أن تفعيل المشروع وباستخدام المصائد، ولجان الاستكشاف بديلا عن الرش العشوائى للمبيدات، حيث تعد المصائد من أهم الوسائل المتبعة للتعرف على وجود أى من ذبابة فاكهة وتقوم بجذب كل من الذكور والإناث،وهى من أكثر وأخطر الآفات الحشرية التى تصيب ثمار الكثير من أشجار الفاكهة، وهذه الأنواع عبارة عن ذباب صغيرا لحجم لايزيد طوله عن 0،5سم.
وأوضح التقرير، أنه فى مصر يوجد نوعان هما ذبابة ثمار الخوخ، وذبابة فاكهة البحر المتوسط حيث تضع إناث تلك الأنواع بيضها داخل الثمار تحت القشرة فى غرفة (حفرة) صغيرة تصنعها بواسطة آلة وضع البيض- يفقس البيض عن يرقات صغيرة لونها سمنى (أبيض مصفر) تتغذى على النسيج اللحمى للثمرة أو المحتويات الداخلية مما يؤدى إلى اتلافها وسقوطها على الأرض هذا أن الثمار المصابة تتعرض لمهاجمة بعض الكائنات الأخرى مثل فطريات وبكتيريا الأعفان وخنافس الثمار وغيرها.
وتحدث ذبابة الفاكهة ضررا مباشرا للثمار نتيجة الإصابة وتغذية اليرقات على محتوياتها وضررا غير مباشر بسهولة اصابتها بالأعفان ويكون نتيجة ذلك خفض إنتاجية أشجار الفاكهة كما ونوعا حيث تقل كمية وجودة الثمار من جراء الإصابة، وعند تمام نمو اليرقات تخرج من الثمار لتكون طور العذراء فى التربة على عمق 1- 3سم حسب نوع التربة ونسبة الرطوبة بها ويعيش ذباب الفاكهة متنقلا بين العوائل المختلفة طوال العام حيث تصيب ثمار الموالح بعدها إلى الخوخ المبكر ثم المشمش فالخوخ المتأخر ثم المانجو والجوافة والكمثرى.