مباشر – عبدالرازق الشويخي: سجلت أسعار المحاصيل الزراعية في مصر نموا مضاعفا خلال العام الأخير، جراء ارتفاع النفقات من جانب خاصة البذور والأسمدة والأيدي العاملة، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار بما يحفز المزارعون على زراعة المحاصيل التصديرية.
على مطر أحد المزارعين في منطقة الفرافرة بالوادي الجديد جنوب غرب مصر قال في تصريحات لـ"معلومات مباشر"، إن النمو الكبير في الأسعار للمحاصيل الزراعية مغري للجميع لكن عند النظر إلى النفقات وارتفاع الأسعار للأسمدة والأيدي العاملة فإن النظرة تختلف.
تنوع المحاصيل لمواجهة نمو النفقات
يرزع مطر نحو 200 فدان بأشجار الزيتون والنخيل والمانجو وبعض المحاصيل مثل الطماطم والقمح والبصل والثوم ، تمثل زراعة الأشجار سواء الفواكه أو الزيتون والنخيل نباتات منتجة على المدى الطويل بعد 5 سنوات على الأقل، فيما تمثل الخضر محاصيل سريعة العائد.
وأوضح "التكاليف الخاصة بالزراعة شهدت ارتفاعا اقترب من مستوى 100% على الأقل خلال العام الأخير، خاصة بالنسبة للخامات المتعلقة باستصلاح الأراضي الزراعية خارج الوادي والدلتا من شبكات الري والمعدات الزراعية التى يتم استيرادها من الخارج".
سد الفجوة الغذائية
تعول مصر كثيرا على زيادة الرقعة الزراعية لسد احتياجات السوق المحلي من السلع الزراعية المختلفة، وتصدير بعض المحاصيل لسد الفجوة الغذائية في بعض الزراعات خاصة القمح والزيوت.
بلغت مساحة القمح المنزرعة خلال الموسم الماضي نحو 3.2 مليون فدان بانخفاض بنحو 400 ألف فدان عن الموسم الأسبق، جراء تفضل المزراعون، المحاصيل الأكثر سعرا من القمح في ظل ارتفاع أسعارها، بحسب تصريحات سابقة لمصادر إلى "معلومات مباشر"
محصول القمح
وجمعت وزارة التموين والتجارة الداخلية نحو 4.2 مليون طن خلال الموسم الماضي من القمح المحلي، فيما كانت تستهدف جمع 6 ملايين طن في بداية موسم التوريد، وكانت الحكومة قد ألزمت مزارعي القمح بتوريد 12 أردبا عن كل فدان.
ارتفاع أسعار البصل خلال العام الماضي وتجاوزه مستوى 40 جنيها للكيلو، ثم عودته للانخفاض مجددا إلى نحو 20 جنيها خلال يناير 2024، ترتب عليه مساحات كبيرة من زراعات البصل على أمل تحقيق مكاسب كبيرة خاصة مع نمو تصدير المحصول خلال العام الماضي بحسب اسماعيل جودة في منطقة المغرة شمال مصر" رغم انخفاض سعر البصل حاليا لكن لا أتوقع أن يقل سعره عن 13 جنيها للكيلو مع توقع ارتفاع السعر مع استئناف التصدير مجددا بدءا من أبريل المقبل".
الصادرات الزراعية
وسجلت قيمة الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة في عام 2023 نحو 9مليارات دولار. وذكر بيان من مجلس الوزراء المصري أن وزير الزراعة السيد القصي، قال خلال جلسة بمجلس الشيوخ المصري، إن الصادرات الزراعية المصنعة بلغت 5.1 مليار دولار. وأضاف أن حجم الصادرات الزراعية الطازجة بلغ نحو 7.4 مليون طن في 2023 بزيادة تبلغ نحو مليون طن عن العام السابق عليه وبقيمة إجمالية بلغت 3.7 مليار دولار.
وقال جمعة عطا الخبير الزراعي والمدير السابق بمحطة البحوث الزراعية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، إن نمو الطلب العالمي على الغذاء يرفع أسعار المحاصيل الزراعية بما يجعل من القطاع الزراعي قطاعا جاذبا للاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية.
الدولار والطلب المحلي
"ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي يعد حافزا كبيرا على التحول إلى تلبية الاستهلاك المحلي لإنتاج بعض السلع والتى ترتفع تكلفة استيرادها مثل الزيوت والنباتات العطرية، أو بنجر السكر ..زراعتها في مصر ستكون أفضل"، بحسب عطا.
وأشار إلى إعلان الحكومة لأسعار بعض السلع الزراعية مثل القمح والقصب أو البنجر والقطن وشراءها من المزراع، وتوفير الأسمدة المدعمة يجعل القطاع واعدا، خاصة أن مصر بلد كبير يزيد سكانه عن 100 مليون نسمة، بما يوفر سوقا ضخما للغاية، مع نمو الطلب.
لكن عطا يعترف بأن هناك صعوبات تواجه القطاع الزراعي في مصر مثل محدودية المياة وارتفاع التكاليف، وهى يمكن التغلب عليها عبر مشروعات تحلية المياة واستخداد أساليب الزراعة الحديثة.