تصاعدت أزمة «ارتفاع أسعار الأسمدة» فى الأسواق، وأكد عدد كبير من الفلاحين نقصها بالجمعيات الزراعية والشون، وتداولها بالسوق السوداء بسعر وصل لـ ١٢٠٠ جنيه، لشيكارة اليوريا، فى حين تباع بالجمعيات الزراعية بـ٢٥١ جنيهًا، و٢٤٦ جنيهًا للنترات.
واشتكى عدد من الفلاحين، من مشقة الحصول على الأسمدة الزراعية اللازمة للمحصول الصيفى سواء الذرة، أو عباد الشمس، لافتين إلى أن سعر شيكارة اليوريا ٤٦٪ أزوت تخطى ١٢٠٠ جنيه بالسوق السوداء، كما تخطى سعر شيكارة النترات ١٠٠٠ جنيه للشيكارة، مطالبين الجهات المعنية بتشديد الرقابة وحل تلك الأزمة.
وفى بنى سويف، اشتكى المزارعون من ممارسات القائمين على بعض الجمعيات الزراعية، وتتمثل فيما يتضمنه صرف مقررات الأسمدة من مجاملات ومحاباة للبعض بما يعود بالضرر البالغ على صغار المزارعين الذين يملكون مساحات صغيرة، وهم الأقل قدرة على توفير بدائل الأسمدة المدعمة، بالإضافة لتشدد ملاك الأرض الزراعية فى صرف الأسمدة الزراعية رغم تأجير أراضيهم لمزارعين، ما يضطرهم لشراء الأسمدة من السوق السوداء.
فى كفرالشيخ، أكد فلاحون أن فدان القطن يحتاج ٦ شكاير نترات، فيما تصرف الجمعية ٣ شكاير فقط، ما يضطرهم لشراء الباقى من السوق السوداء بسعر الشيكارة ١٣٠٠ جنيه، ما يمثل إرهاقا شديدا للمزارعين.
ومن جانبه أكد الحاج على عودة، رئيس الجمعية العامة للائتمان الزراعى، إحدى الجهات الرئيسية لتوزيع الأسمدة، أن تصاعد أزمة الأسمدة بالمحافظات يرجع إلى توقف المصانع عن الإنتاج بسبب أزمة نقص الغاز، مشيرا إلى عودة شركة أبوقير إلى العمل بكامل طاقتها، بإجمالى ٧٧ ألف طن شهريا لكل الجمعيات التعاونية الزراعية. وقال «عودة» لـ«المصرى اليوم»، إنه تلقى وعدا من شركة موبكو للوفاء بحصتها الشهرية البالغة ٩٠ ألف طن شهريا بدلا من ٥٠ ٪ خلال الأسبوع المقبل. مشيرا إلى أن إجمالى الحصص المقررة على شركات إنتاج الأسمدة «أبوقير والمصرية وحلوان والإسكندرية وكيما» لصالح الجمعية العامة للائتمان يبلغ ١٥٦ ألف طن شهريا.
فيما أعرب الدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة، عن أمله فى حدوث انفراج فى حالة اختناقات توزيع الأسمدة الناتجة عن انخفاض الكميات الواردة لجهات الاستلام بوزارة الزراعة بسبب انخفاض كميات الغاز لمصانع الإنتاج الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه يتم توزيع المتاح من هذه الكميات والبالغة ٦ آلاف طن يوميا على أماكن الاختناقات. وأضاف «الشناوى»، لـ«المصرى اليوم»، أن إجمالى الحصص المقرر توريدها من مصانع الأسمدة لجهات التوزيع، ٢٥٧ ألف طن شهريا، وصل منها ١١٠ آلاف طن يونيو الماضى، طبقا لكميات الغاز الموردة للمصانع، مشيرا إلى أنه من المتوقع حدوث انفراج فى توزيع الأسمدة قريبا. وأوضح، أن أرصدة المخازن بوزارة الزراعة بلغت مع بداية شهر يونيو ٢١٠ آلاف طن ساهمت فى تخفيف من حدة الأزمة، حيث تم التجاوز الجزئى للاختناق فى توزيع الأسمدة، معربا عن أمله فى عودة التشغيل الكامل لمصانع الأسمدة التى توقفت بسبب أزمة نقص الغاز، حتى تتمكن من توفير الاحتياجات الكاملة للزراعة خلال الموسم الصيفى البالغة ١.٦ مليون طن.