قبل بزوغ أشعة الشمس الحارة، يخرج أحمد جاد من منزله بإحدى القرى التابعة لمركز التل الكبير فى محافظة الإسماعيلية، حاملا فى يده «شكائر بلاستيكية» لجمع ثمار التين الشوكى «فاكهة الصيف الشعبية»، حيث تقع منطقة «وادى الملاك»، التى تضم مساحات واسعة من أشجار التين الشوكى، كما توجد سيارات نقل تحمل كميات كبيرة من المحصول لتوزيعها على محافظات القاهرة الكبرى.
منذ 6 أعوام ماضية، قرر «جاد»، المزارع الخمسينى، زراعة التين الشوكى، لأنه محصول لا يتطلب مياه رى كثيرة مقارنة بغيره من المحاصيل، حيث قال لـ«المصرى اليوم»: «التين الشوكى نوع من أنواع الصبار الصحراوى، يحتاج لقدر كبير من ضوء الشمس لينمو ويزدهر».
تبدأ زراعة «التين الشوكى» فى ديسمبر من كل عام، ويتم جمعه فى العام التالى، ومن الإجراءات التى يحرص عليها المزارعون للاعتناء بالمحصول تقليم الأشجار فى فصل الربيع، بإزالة الألواح المتداخلة «الأوراق» مع بعضها أو التالفة، ويختلف جمع ثماره عن حصاد أى محصول آخر، لأنها تحتوى على أشواك تؤلم المزارع الذى يقوم بالجمع. خلف أوراق الشجرة العريضة، وقفت «ثناء راضى» تقطف ثمرة التين الشوكى، تتألم بين الحين والآخر بسبب وخز الشوك الذى تسبب فى تورم كفيها، لعدم ارتدائها قفازات فى أثناء الجمع، حيث تتنقل من شجرة لأخرى لجمع المحصول ووضعه داخل أقفاص مصنوعة من الجريد، للحصول على «يومية دائمة» فى سبيل الإنفاق على صغارها.
إلى ذلك، اشتكى أصحاب مزارع التين الشوكى من ارتفاع الأسعار هذا الموسم، حيث وصل سعر القفص لنحو 500 جنيه، وهناك 3 مقاسات للقفص (38 - 40 - 42)، حيث يحمل بداخله من 90 لـ 120 ثمرة، وذلك بسبب ارتفاع أجرة العمالة وإيجار الأرض الزراعية بنسبة وصلت إلى 50٪.
وحول إنتاجية الفدان الواحد من التين الشوكى، أشار محمود زهران، مهندس زراعى، إلى أن الكمية تصل لنحو 8 أطنان، ويبدأ موسم الحصاد منتصف يونيو من كل عام، وتسمى مرحلة «البشاير».
وقال البائع محمد أمين، إنه يبيع ثمرة التين بـ5 جنيهات والكبيرة بـ6 جنيهات، وأن مكسبه اليومى لا يتخطى 50 جنيهًا.
من جهته، أوضح حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين أن المساحة المزروعة من التين الشوكى تزيد على 60 ألف فدان، وأن زيادة التكلفة ضاعفت أسعاره 3 أضعاف.