فتحت وزارة الزراعة في 2015 باب العمل في مشروعات تجفيف الطماطم بجنوب الصعيد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وتم دعم المزارعين وتدريبهم علي أعمال التجفيف للطماطم ، وانتشرت مؤخراً عشرات المناشر لتجفيف الطماطم في مختلف أنحاء مدن وقري الأقصر لتصديرها للخارج والحماية من خسائر تقلب أسعار الطماطم في الأسواق بصورة دائمة.
وفي هذا الصدد قال النوبي سالم استشاري الطماطم المجففة في جنوب الصعيد إن مشروع تجفيف محصول الطماطم شمسياً يعد من أهم المشروعات في الأقصر وأسوان مؤخراً، موضحاً أن الفكرة في الطماطم المجففة تتلخص في القيام بعملية تجفيف الطماطم بخفض العصارة المائية وزيادة نسبة اللحم بها في الشمس لمدة 7 أيام أو أكثر بعد تقطيعها نصفين وإضافة الملح، وذلك ليحدث تركيز للمادة الصلبة فقط وكل 10 كيلو طماطم طازجة تعطي كيلو واحد من الطماطم الجافة ، مؤكداً أن درجة حرارة الجو المثالية للتجفيف من 20-35 °م التي يجب أن تتوفر عند بدء تجفيف الثمار ، وهي مناسبة تماماً لمحصول الطماطم في فصل الشتاء بالأقصر وأسوان مع درجات الحرارة المتوسطة والشمس الساطعة يومياً.
وأضاف النوبي سالم في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الطماطم المجففة يتم توريدها للدول الأوروبية وأمريكا لأهميتها الكبري لديهم حيث يستخدمونها في الصلصة وتضاف للبيتزا، وكذلك يتم تعبئتها فى عبوات صغيرة بعد إضافة زيت الزيتون وتوابل أخرى ويباع 1 كيلو طماطم جافة ب2دولار تقريباً، وهي طريقة إنتشرت على مستوى العالم في أوروبا ايطاليا وإسبانيا و تركيا و عربيا مصر وتونس وتتصدر الصين عالمياً بإجمالي يبلغ 50 مليون طن سنوياً طماطم مجففة.
وأكد استشاري الطماطم المجففة بصعيد مصر النوبي سالم، أن تلك الطريقة في تجفيف الطماطم تأتي في المقام الأول لمصلحة المزارع وصاحب محصول الطماطم، حيث أن سعر كيلو الطماطم أصبح في السوق زهيد ومتغير بصورة دائمة، ومع نزول سعر الطماطم يتعرض المزارع لخسائر كبيرة فمروع التجفيف هو الأنجح للمزارعين في الأقصر وأسوان مؤخراً والجميع يسعي للتعاون مع الجمعيات والشركات الزراعية المختلفة لإقامة مناشر طماطم في أراضيهم لتصديرها للخارج، كما يقوم مجموعة من الأهالي الذين لا يزرعون بالتعاقد مع عدد من المزارعين لنوع الطماطم التى تصلح للتجفيف والمعروفة باسم البلحة أو السرس، ويقومون بعمليات فرزها وغسيلها ثم تقطيعها بطريقة خاصة ونشرها فى منشر مجهز وطبعا بيضاف ليها الملح بنسب معينة، ويتواصلون مع الشركات العالمية لتصديرها للخارج.
وخلال الأسابيع الماضية استقبلت محافظة الأقصر وفدا من وزارة الزراعة للتأكيد علي الاهتمام بمشروعات "الطماطم المجففة" خلال الفترة الماضية، حيث تفقد الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لشئون الخدمات والمتابعة، يرافقه المهندس محمود عطا رئيس الإدارة المركزية للبساتين، والمهندس خالد عبدالراضى منوفى، مدير الزراعة بمحافظة الأقصر، محطة الفرز والتعبئة فى محطة طفنيس للفرز والتعبئة لتجفيف الطماطم المصرية بمركز المطاعنة، تمهيدا لتصديرها للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، ضمن منظومة الصادرات الزراعية المصرية وفقا للاشتراطات الدولية المعنية بذلك.
وصرح المهندس خالد عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، أن مصر لديها ميزة نسبية فى إنتاج الطماطم فى مساحة تصل إلى 357 الفا و627 فدانا فى 3 عروات لزراعة الطماطم " النيلى والشتوى والصيفى" بمتوسط إنتاجية تصل إلى 40 طنا للفدان، تنتج 14 مليون و280 ألف طن، من الثلاث عروات، منها مساحة 29 ألف فدان يتم زراعتها بالطماطم للعروة النيلي، و141 الف فدان للعروة الشتوى، و188 ألف فدان للعروة الصيفى لزراعة الطماطم، مشيرا إلى أن بعض الشركات تعاقدت علي تصدير 30 ألف فدان طماطم يتم تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وفقا للمعايير التى تطلبها الدول المستوردة للطماطم المجففة من مصر، موضحاً أن هذه الدول طلبت استيراد 12 ألف طن من الطماطم المجففة من مصر والتى تتميز بها مناطق الزراعة فى الصعيد، مشيرا إلى أن الكميات التي يتم إعدادها بمعرفة الجمعيات الاهلية بالمنطقة وجمعية طفنيس الزراعية لتصدير هذه الكميات.
وأضاف خالد عبد الراضي لـ"اليوم السابع"، أن طريقة تجفيف الطماطم هي أحد وسائل زيادة العائد من القيمة المضافة للطماطم بدلا من تصديرها كطماطم طازجة، وكذل دورها فى تقليل الفاقد من الطماطم خلال مراحل التداول، موضحا أن هذه الطريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا ايطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، خاصة فى ظل الميزة النسبية لتصدير الطماطم المجففة فى الصعيد، موضحاً أن الوزارة قامت مؤخراً بتنفيذ مشروع مشترك بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، لتجفيف الطماطم ضمن مشروع مبادرة التجارة الخضراء مع ايطاليا، والذي يستهدف التوسع في التصنيع الزراعي وزيادة دخل المزارعين من إنتاج الطماطم، مع التوسع في منظومة الزراعة التعاقدية، رغم أن صادرات مصر من الطماطم لا تشكل سوي 1% من الصادرات الزراعية المصرية.
وأوضح وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، أن قطاع الزراعة يشهد اهتماما ملحوظا وتطورا كبيرا بالمحافظة، موضحاً إنشاء مركز إعادة التأهيل الوظيفى بمديرية الزراعة بالأقصر، وإنشاء وحدة لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية والتى تقدم خدماتها مجانا، وذلك بالإضافة إلى مشروع تطوير الرى الحقلى لمساحة 4000 فدان بمركز الطود بتمويل قدره 60 مليون جنيه، مؤكداً علي أنه تم خلال الشهور الماضية تشغيل محطة تعبئة وفرز وتدريج الصادرات الزراعية بطفنيس، والتي تشرف علي أعمال بتصدير حاصلات زراعية مثل الطماطم المجففة، والكنتالوب ، والقرع العسلى، والبطيخ، والبطاطا، والعنب، والمانجو، والتمور، إلى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية والأسيوية، وذلك إلى جانب إنشاء 8 مناشر تجفيف للطماطم، كما واصلت الجمعية الأهلية للتنمية الزراعية بإسنا توزيع شتلات الطماطم على مجموعة من المزارعين لزراعة ما يقرب من مساحة 95 فدانًا، وتصديرها مجففة للسوق الأوروبية بعد حصادها، وكل شخص يزرع على مساحة فدانين ويتم تجفيف الطماطم بعد جمعها عن طريق الشمس والملح، وتقوم شركات إيطالية باستيراد الإنتاج المشروع من الطماطم المجففة، وهناك شركات ألمانية تستورد المحاصيل أيضا بجانب الإيطالية.