شهدت أسواق المحافظات تراجعًا كبيرًا فى أسعار الطماطم والبطاطس بعد ظهور محصول العروة الشتوية، والذى يتم جمعه حاليًا، فيما اشتكى المزارعون من انخفاض الأسعار مقارنة بالتكلفة.
شهدت أسواق المحافظات تراجعًا كبيرًا فى أسعار الطماطم والبطاطس بعد ظهور محصول العروة الشتوية، والذى يتم جمعه حاليًا، فيما اشتكى المزارعون من انخفاض الأسعار مقارنة بالتكلفة.
فى أسواق «الدقهلية، وكفرالشيخ، والقليوبية، ودمياط» تراوحت أسعار الطماطم ما بين ٧ إلى ١٠ جنيهات، بينما البطاطس الجديدة من ١٣ إلى ١٧ جنيهًا.
وقال عبدالجواد محمود، تاجر خضار وفاكهة بالمنصورة، إن أسعار الطماطم البلح والأقراص «العادية» فى سوق الجملة ما بين ٥.٥ إلى ٧.٥ جنيه للكيلو، وانخفضت أسعار بطاطس الثلاجات بالأسواق، وتراوحت بين ٩.٥ إلى ١١.٥ جنيه فى الكيلو، والبطاطس الجديدة من ١٠ إلى ١٤ جنيهًا.
وفى محافظات المنيا وسوهاج وقنا تراوح سعر الطماطم ما بين ٨ إلى ١٠ جنيهات، بينما بلغ سعر البطاطس الجديدة ١٥ جنيهًا فى الأسواق، فيما تُباع البطاطس فى مزادات الجملة بسعر ٦ جنيهات للكيلوجرام.
وأشار سعيد الفضالى، أحد مزارعى الدقهلية، إلى انخفاض أسعار العروة الشتوية رغم تزايد تكاليف الإنتاج، وقال: «(بيوتنا اتخربت) بسبب تراجع الأسعار بشكل كبير، لأن العروة الشتوية من البطاطس تُباع حاليًا من الأرض بسعر ٥ جنيهات فقط للكيلو، وينتج الفدان الواحد من ٧.٥ إلى ٨ أطنان فقط بسبب التغيرات المناخية، التى أثرت على كمية وجودة المحصول».
وتابع: «الفدان بيكلف الفلاح ١٨٠ ألف جنيه حتى خروج المحصول من الأرض، وبالأسعار والإنتاجية الحالية يتكبد خسائر كبيرة»، وأرجع انخفاض أسعار المحصول إلى زيادة المساحات المزروعة بسبب عدم وجود قاعدة بيانات زراعية لكل محصول.
وقال: «للأسف الفلاح هو اللى بيحدد لنفسه المساحة التى سيزرعها سواء طماطم أو بطاطس دون النظر إلى احتياجات السوق، فنجد توسعًا فى المساحات المزروعة على حساب مزروعات أخرى على أمل تحقيق مكاسب، ولكن للأسف تصبح هناك وفرة فى المعروض مما يؤثر على السعر، وهذا ما حدث هذا الموسم، وهذه العوامل تدفع عددًا كبيرًا من الفلاحين للعزوف عن زراعة هذه المحاصيل فى العام القادم، مما سيتسبب فى نقص المعروض وارتفاع كبير فى الأسعار»، مشيرًا إلى أن تصدير البطاطس يبدأ فى نهاية يناير، وبالتالى حتى هذا التاريخ سيكون هناك انخفاض فى الأسعار حتى يبدأ تصدير المحصول ويحدث انخفاض فى المعروض بالسوق المحلية مما يتسبب فى ارتفاع الأسعار.
وقال أحمد سلام، مزارع من دمياط: «يُباع كيلو الطماطم بـ٣ جنيهات فى الأرض، والفلاح تكبد خسائر كبيرة، سواء فى الإنتاجية أو الأسعار، حيث إن هذه العروة تمت زراعتها فى أغسطس وبداية سبتمبر، وبسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة انخفضت إنتاجية الفدان إلى النصف بسبب الفشل فى العقد الزهرى، فالفدان كان ينتج فى السابق من ٧ إلى ٨ أطنان، لكن هذه العروة أنتجت من ٣ إلى ٤ أطنان فقط، وتكلفة الإنتاج للفدان الواحد تصل إلى ٢٠٠ ألف جنيه فى العروة الواحدة».
وأضاف: «محصول الطماطم من المحاصيل سريعة التلف، وبالتالى الفلاح يتخلص من إنتاجية الأرض بالبيع فى أسرع وقت بعد الحصاد حتى لا يتلف المحصول مما يؤدى إلى انخفاض الأسعار، حيث يستغل التجار ذلك، بينما تُباع للجمهور بأسعار مضاعفة بعد وضع هامش ربح وتكاليف النقل»، وطالب بضرورة التوسع فى إنشاء مصانع لإنتاج المنتجات المختلفة من الطماطم لإتاحتها للتصدير، وتوفير أسواق جديدة أمام الفلاحين حتى لا يهرب الفلاحون من زراعة المحاصيل المهمة.