«الإشارة خضراء».. أمام الصادرات الزراعية

«الإشارة خضراء».. أمام الصادرات الزراعية

حققت الحاصلات الزراعية العام الماضى طفرة كبيرة فى مجال التصدير وارتفعت معدلات التصدير إلى البلاد العربية والأوروبية بنسبة 25 % مما يؤكد جودة المنتج المصرى فى جميع دول العالم، وأن هناك اقبالا كبيرا وطلبا متزايدا عليه خاصة مع وجود منافسة قوية فى مجال تصدير الحاصلات الزراعية..وتشارك مصر من خلال المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية فى 11 معرضا دوليا للترويج للمنتجات المصرية.. كما أنها نجحت أخيرا فى فتح أسواق جديدة مثل دول جنوب شرق آسيا والصين التى رفعت وارداتها من البرتقال المصري، حيث كانت تستورد نحو 1000 طن منه ارتفعت الى 97 ألف طن العام الماضى وفتحت الصين استيراد العنب والتمور.. أخيرا قررت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية رفع الحظر عن استيراد الجوافة المصرية.

الطريق أمام الحاصلات الزراعية ليس مفروشا بالورد للدخول إلى الأسواق العربية والأوروبية، فهناك عقبات ومطبات وحظر من وقت إلى آخر فى حالة وجود أى أمراض فى الشحنات التى يتم تصديرها و زيادة نسبة «المتبقيات» عن الحدود الدولية المسموح بها، ورغم الصعوبات والعقبات تبقى الحاصلات الزراعية سفيرا لمصر فوق العادة.. حيث سجلت قيمتها نحو 2.3 مليار دولار بنهاية العام الماضى والمستهدف زيادتها بنسبة 10% خلال العام الحالي.

الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى قال إن الدولة وضعت استراتيجية لزيادة الصادرات المصرية مما يسهم فى زيادة الدخل القومى و جميع أجهزة الحكومة تعمل بجهد مكثف لتسهيل التصدير الى الأسواق الأوروبية والخليجية والآسيوية وتتعامل بكل جدية مع أى شكوى من الحاصلات المصرية والبستانية، وخلال الأيام الماضية وعدت السلطات الـسعـودية ـ ممثلة فى وزارة البيئة والمياه والزراعة ـ المصدرين المصريين ـ ممثلين فى المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية - برفع الحظر عن صادرات مـصـر من الفراولة والفلفل بعد تطبيق المنظومة الجديدة لفحص الصادرات، وكانت السلطات الـسعـودية حظرت خلال يونيو 2017 دخول الفراولة المصرية بسبب زيادة المبيدات المستخدمة فيها، وقبل هذا القرار وخلال ديسمبر 2016 حظرت دخول ثمار الفلفل لنفس السبب.

منظومة جديدة

عبدالحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية قال إن هناك منظومة جديدة للصادرات المصرية ستطبق على كل الأنواع المصدرة وعلى رأسها الفلفل والفراولة وباقى المحاصيل التصديرية الرئيسية فى إطار خطوات تطوير الصادرات وفقا للمعايير الدولية الخاصة بذلك حرصا على تميز العلاقات المصرية مع الدول المستوردة، ويجب التزام المزارعين برش المحاصيل بالنسب المسموح بها عالميا، فأى نسبة تزيد على الحد المسموح سوف تتسبب فى رفض الشحنة بالكامل، حيث استحدثت وزارة التجارة نظاماً جديداً للرقابة على الحاصلات الزراعية يشتمل على فحص وتحليل لجميع الشحنات المصدرة لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات العالمية وشروط الدولة المستوردة، منعاً لتمرير أى شحنات قد تكون عالقة بنسبة مبيدات أعلى من المسموح، مشيرا إلى أن طموحات مصر تتجاوز الرقم الحالى من الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة والبالغة 5 مليارات دولار.

عودة الإرشاد الزراعي

السيد حسن موسى وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب قال إن هناك رغبة من الدولة فى زيادة نسبة المحاصيل المصدرة إلى الخارج وأن تغزو المنتجات المصرية من الفواكه والخضراوات جميع دول العالم.. فالمنتج المصرى يتمتع بجودة عالية والفواكه والخضراوات المصرية تلقى طلبا كبيرا، حيث تتم زراعتها فى وقت لا تتوافر فيه فى الدول الأوروبية بسبب الطقس، ولابد من استغلال هذه المميزات ومعرفة أن الجانب الأوروبى الذى يتم تصدير كميات كبيرة إليه لايقبل أى مساس بصحة مواطنيه، ويحرص على اتباع أحدث الأساليب فى مراقبة متبقيات المبيدات ورصد المحظور استخدامها..و هناك ضرورة لعودة الإرشاد الزراعى وتوعية الفلاحين وأصحاب المزارع والشركات بضرورة اتباع العادات الزراعية السليمة، ومنع استخدام مبيدات لمصانع غير مرخصة تبيع منتجات معروفة يتم تقليدها بأسعار زهيدة، والتى تتسبب فى اصابة الكثير من المصريين بالأمراض، وأشار إلى أنه تقدم بطلب إحاطة إلى وزير الزراعة حول فوضى المبيدات الزراعية وانتشار مصانع مبيدات غير مرخصة، وتمت مناقشته فى هذا الأمر داخل البرلمان ووعد بوضع حل لها بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة.

تكويد مزارع المصدرين

وشدد الجمال على ضرورة «تكويد مزارع المصدرين» كما يحدث فى كل دول العالم لتسهيل عمليات التتبع لإنتاج مزارعهم مستقبلًا، بحيث يتم منح المزارع والمحطات ومراكز التعبئة التى تم اعتمادها «أكواد» محددة يتم وضعها على العبوة، وعلى طلب الفحص والشهادة الزراعية وشهادة المنشأ لتسهيل عمليات التتبع للمحصول عند حدوث أى مشكلة، وتوقيع عقوبات على المخالفين كما تفعل كل دول العالم.. وضرورة تلقى مصدرى الحاصلات الزراعية برامج للتدريب على التصدير الخاص بالفواكه والخضراوات والبساتين حتى لا نفقد أسواقا جديدة، ويجب حل مشاكل المصدرين مثل الشحن الجوى والتفريغ وعدم اتباع الطرق السليمة فى الشحن والانتظار بالمطار لعدة أيام حتى يتم الشحن، والحل يتمثل فى الاهتمام العاجل بملف شحن المحاصيل والمنتجات الزراعية فالتأخير يفقدنا أسواقا كثيرة.