وسط توالى النجاحات عاما بعد عاماً، لأحد أهم المشاريع البحثية الوطنية بزراعة سلالة جديدة من «القمح المطور جينًيا»،تتحمل الملوحة العالية والجفاف والحرارة والزراعة فى الأراضى المجهدة والصحراوية، و التي توصف بـ «المعجزة الزراعية» ، طبقا لآراء المتخصصين، يقترب تحقق الحلم المصرى بالوصول إلى «الاكتفاء الذاتي» من محصول القمح الاستراتيجى بزراعة 3 ملايين فدان جديدة من صحراء مصر، واستغلال المياه المالحة غير المستخدمة، و توفير أكثر من 10 مليارات متر مكعب مياه سنويا يمكن توجهها لتوفير الاحتياجات المائية للأغراض التنموية المتزايدة الاخري، فضلا عن توفير عشرات المليارات من الجنيهات للدولة نتيجة عدم التوجه لاستيراد الأقماح من الخارج .
العالم المصرى الدكتور عبد الرحيم النجار أستاذ علم الوراثة المتفرغ بكلية الزراعة جامعة قناة السويس قال، فى تصريحات لـ «الأهرام» إن استنباط سلالة جديدة من «القمح المتطور» يتحمل ملوحة المياه والحرارة والجفاف والتربة المجهدة والزراعة فى الأراضى الصحراوية، يعد ابتكارا وطنيا مصريا خالصا جاء بعد 30 عاما من التجارب داخل مصر و خارجها على أجنة القمح، من خلال زراعة جنين القمح فى بيئات مختلفة، تصل الملوحة فيها إلى 15 ألف جزء فى المليون.
و قال النجار إنه يتم حاليا زراعة هذه السلالات الجديدة من القمح المطور وراثيا، لتحمل الجفاف والحرارة، والتى تتميز بأنها ذات عوائد إنتاجية جيدة جدا، حيث يصل إنتاجية الفدان الواحد الى اكثر من 16 إردباً فى 18 موقعا مختلفا، بمحافظات شمال و جنوب سيناء والإسماعيلية والفيوم والوادى الجديد ووادى النطرون ومزرعة جامعة قناة السويس وسهل الطينة ورأس سدر والطور ومراكز بحوث الصحراء، وفى منطقة المغرة، التى تقع ضمن برنامج الرئيس لزراعة المليون ونصف المليون فدان.
وأضاف ان أساليب الزراعة للقمح الجديد تقليدية، وكما تعود عليها المزارع المصري، ولكنها تتميز بقدرتها على توفير ما يقدر بنحو 3 آلاف متر مكعب من مياه الرى التقليدية التى يحتاج إليها الفدان الواحد، والتى يمكن أن تسهم فى اضافة رقعة زراعية جديدة.
واشار المهندس ابراهيم سعيد مدير المشروع البحثي، إلى أنه سيتم حصاد القمح المنزرع حاليا فى نهاية شهر أبريل القادم، بمتوسط مؤشرات بانتاجية ممتازة مماثلة للقمح التقليدي، الامر الذى شجع العديد من أصحاب الأراضى إلى السعى للمشاركة بزراعة القمح المطور، لافتا إلى ان زراعة القمح المصرى المطور جينيا تتم اعتمادا على صنف جيزة 157 المطور وراثيا، بعيدا عن زراعة الأنسجة والذى تمت عليه أبحاث بالطرق الحديثة لتحمل ومقاومة الملوحة والجفاف والحرارة وملوحة التربة بمياه شديدة الملوحة.
وطالب الدكتور النجار الدولة وخاصة وزراة الزراعة، بضرورة تسجيل الصنف الجديد المطور من القمح، الذى يتحمل الملوحة والجفاف والبدء فى انتاج التقاوي، والذى يمكن توفيرها والبدء فى عام 2021 بتعميم التجربة، مشيرا الى أنه يتم تمويل الأبحاث من أموال الباحثين حبا فى الوطن ورغبة أكيدة فى الإسهام فى تقدمه وازدهاره، وأنه لا يوجد أى دعم مادى مباشر للأبحاث، فقط مساعدة لوجيستية بتوفير وزارة الرى سيارة للتنقل للأماكن البعيدة، ومساعدة بحثية من المركز القومى لبحوث المياه، او اماكن الاستضافة والمبيت بمواقع الأبحاث.