شارك ممثلو 12 دولة إفريقية، فى ورشة عمل خاصة نظمها بالقاهرة مركز البيئة والتنمية العربى وأوروبا (سيداري) برئاسة الدكتورة نادية مكرم عبيد، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNER) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (إفاد) وأعضاء شبكة المعلومات الافريقية.
ناقش المشاركون مشروعاً تطبيقيا بتكاليف 85 مليون دولار يجرى تنفيذه حاليا، ويستهدف تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة، واستعراض التجارب الإفريقية المعنية بدمج مفاهيم الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة فى مجال الزراعة، بالإضافة إلى دعم الزراعة الذكية مناخياً ورفع قدرة النظم العلمية على التكيف.
واستعراض الدكتور أحمد عبد الرحيم المدير الإقليمى لـ«سيدارى» مفاهيم الزراعة الذكية مناخياً وبرنامج النهج المتكامل للأمن الغذائى مشيرا إلى أنها تتبنى فكر دمج الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عن طريق معالجة تحديات الأمن الغذائى والمناخ معاً، بهدف زيادة الإنتاج والدخل الزراعى على نحو مستدام والتكيف مع تغير المناخ، وكذلك تقليل وإزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى متى أمكن ذلك، ويعد هذا النهج السبيل العلمى لتطوير الظروف التقنية والسياسات والاستثمارات لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائى فى ظل تغير المناخ وآثاره الواسعة النطاق على النظم الزراعية ،وأوضح عبدالرحيم ضرورة تصميم هذا النهج بما يراعى تحديد وتفعيل التنمية الزراعية المستدامة ضمن المعايير الواضحة لتغير المناخ
وعن أهمية هذا النهج لإفريقيا أضاف أن لدى القارة ثلاثة نماذج تجريبية متكاملة بشأن المدن المستدامة وإزالة الغابات والأمن الغذائى تم الاتفاق عليها مع مرفق البيئة العالمى (الجف)، خاصة للنظم الإيكولوجية الزراعية فى الأراضى الجافة جنوب الصحراء الكبرى حيث ترتبط الحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائى بشكل مباشر بالفرص المتاحة لتوليد منافع بيئية ومحلية وعالمية ، وأوضح أهمية هذه النماذج فى البلدان التى تتأثر بشكل خطير بالتدهور البيئى وفقدان خدمات النظام الإيكولوجى مما يؤدى إلى انخفاض المحاصيل والثروة الحيوانية باستمرار وزيادة انعدام الأمن الغذائى لملايين المزارعين ولاسيما أكثر الفئات ضعفاً مثل النساء والأطفال،وأكد ان تبنى هذا النهج يعالج الأسباب الرئيسية للتدهور البيئى من خلال مقاربة شاملة لتعزيز الإنتاجية الزراعية فى أنظمة الحيازات الصغيرة ،ويسعى البرنامج إلى المساهمة فى حدوث تحول نموذجى فى الزراعة، والحد من الفقر والجوع ،وإدارة الغابات على نحو مستدام والحد من فقد التنوع البيولوجى ووقف زحف التصحر والعمل على تنمية الصحراء.
ومن جانبه أكد تشارلز سيبوكيرا المنسق الإقليمى للأمم المتحدة لمنطقة إفريقيا أن منظمة الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة مع المنظمة الدولية للتنوع البيولوجى ومن خلال المنصات القائمة فى جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية ستشارك فى معالجة المعوقات والحواجز وعوامل السياسة التى تحول دون إدراج خدمات التنوع الإيكولوجى الحيوية فى سياسات واستثمارات تتبنى فكر تحسين زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة واستدامتها.
ومن خلال فريق متخصص سيتم تحديد وتوثيق أفضل الممارسات الخاصة بالسياسات والاستراتيجيات الوطنية للإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية والإدارة المستدامة للأراضى والأمن الغذائى وآليات لتعميم نظام إدارة الموارد البشرية والآليات المالية والمبتكرة والفرص السوقية.
وكان الدكتور فرانك توريا تونجا نائب المدير الاقليمى لمكتب الأمم المتحدة للبيئة قد أكد خلال المناقشات أهمية عقد ورش العمل لتنشيط الزراعة الذكية مناخيا، وأشار إلى ضرورة إعداد بوابة الكترونية إفريقية لصناع القرار والسياسات فى إطار التفاعل بين العلوم والسياسات فى مشروع برنامج النهج المتكامل، وتحديد القنوات العلمية للابتكار.